رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


رجال الأعمال ودورهم الحاسم في تعزيز الاستقرار والتنمية

كل ما وقع مكروه لقرية أو بلد يؤدي إلى الهلع والخشية من الدمار يقول الناس مثلا متداولا مع تغيير الأسماء حسب أغنياء القرية أو البلد وهو "ما يبكيها إلا فلان وفلان"، وهم الأغنياء على اعتبار أن الفقراء لا يوجد لديهم ما يفقدونه ومن ذلك قصة مشهورة بأن منطقة شهدت خسوفا وأصاب الهلع كثيرا من الناس وذهب أحدهم مسرعا إلى صديقه الفقير الذي كان منهمكا في إعداد قهوته. فقال له وهو مذعور: ألم تعلم بما أصاب الناس من هلع بسبب الخسوف؟ فقال وما سبب الهلع؟ فقال ببساطته: تدمير الأرض أو خسف يذهب الأموال والأنفس. فقال له صاحبه الذي (يحمس) حبات البن في علبة معدنية كل ما لدي ثماني حبات بُن شربت أربع منها، وهذه أربع أجهزها لفنجاني الأخير وسأعجل في تجهيزها قبل الخسف وقال المثل المعروف "ما يبكيها إلا فلان وفلان" وهم الأغنياء في ذلك الوقت.
وأضيف أن المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف كما نص على ذلك الحديث الشريف وبكل تأكيد الأغنياء أقوى من الفقراء بما لديهم من أموال تمكنهم من فعل الكثير وبما جعلت لهم هذا الأموال من مكانة مؤثرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بل حتى السياسية وبالتالي فإن رجال الأعمال خصوصاً الأثرياء منهم الذين تقدر ثرواتهم بمئات الملايين والمليارات وهم كثير في بلادنا ينتظر منهم دور كبير، بل وحاسم في تعزيز الاستقرار والتنمية في بلادنا انطلاقا من فكر تنموي يتجاوز فكر عموم المجتمع ويتماهى مع فكر قادة البلاد وهمومهم والقضايا التي يتصدون لها لتحقيق الاستقرار والتنمية في ظل تحديات محلية ودولية هائلة ومعقدة ومتشابكة تحتاج لتضافر قوي وفعال ومستمر للجهود كافة دون استثناء ومن ذلك جهود كبار رجال الأعمال بكل تأكيد.
بلادنا ومنذ نشأتها استطاعت تجاوز مشاكل محلية ودولية كبرى حتى اليوم ويشهد على ذلك القاصي والداني وهي تنمو بمعدلات كبيرة في جميع المجالات في ظل بيئة آمنة مستقرة مكنت الكثير من المواطنين بتشجيع وحماية ورعاية كبيرة من الاستثمار وبناء أعمال كبيرة وعملاقة في جميع المجالات حتى بات لدينا أسماء كبيرة لامعة ومميزة ومؤثرة في جميع القطاعات الاقتصادية تحرص الدولة على التواصل معهم واستشارتهم وإشراكهم في القرار من خلال مجالس ولجان ومنتديات الغرف التجارية والصناعية ومن خلال مجلس الغرف التجارية والصناعية أو من خلال التواصل المباشر مع الكثير منهم.
السؤال الذي يدور في رأسي ورؤوس الكثير من المواطنين: أين هم رجال الأعمال الكبار من القضايا الكبرى التي تهم الدولة وتؤثر على الاستقرار والتنمية سواء كانت قضايا محلية مثل البطالة، والإسكان، والصحة، والنقل، والتعليم، ومكافحة الفساد، والتعايش والسلم الاجتماعي والقضايا ذات البعد الدولي كحقوق الإنسان وحقوق المرأة وثقافة الحوار ومواجهة الإرهاب بجميع أنواعه وصوره ومواجهة آفة المخدرات التي تستهدف شباب الوطن؟
للأمانة وللأسف الشديد لا يخطر ببالي رجل أعمال من المعروفين حالياً يرتبط اسمه بأي قضية من هذه القضايا المحلية والدولية ذات الأثر الكبير في الاستقرار والتنمية وعادة ما تستدر مشاركتهم وتبرعاتهم من خلال تواصل مستمر وحثيث معهم للمساعدة في قضايا مجتمعية كالإعاقة والطلاق ورعاية الأيتام وبناء المساجد ورعاية حلقات تحفيظ القرآن وغير ذلك من الأمور التي يتكافل أفراد المجتمع للنهوض بها وإن تخلى عنها كبار رجال الأعمال الذين ينتظر منهم التصدي للقضايا الكبرى والرئيسة التي تقلق البلاد وتؤثر بشكل مباشر على الاستقرار والتنمية بأي دولة كانت.
نعم سمعنا عن مواقف إيجابية ومؤثرة لبعض رجال الأعمال في أوقات الأزمات الكبرى كحرب تحرير الكويت وغيرها ولكن هذا لا يكفي إذ نريد مواقف إيجابية ومؤثرة في وقت السلم والأوقات الطبيعية لدعم مواقف وجهود الدولة في مواجهة القضايا الحاسمة كافة في الاستقرار والتنمية بشكل مميز وفاعل ومستمر، نعم نتطلع لنقلة نوعية من رجال الأعمال السعوديين في دعم جهود الدولة للتصدي للقضايا الكبرى فنريد مجموعة ترتبط بقضية السعودة ومعالجة البطالة، ومجموعة أخرى ترتبط بالحوار والسلم والتعايش الاجتماعي، ومجموعة ثالثة ترتبط بقضايا مكافحة الفساد الإداري والمالي، ورابعة ترتبط بحقوق الإنسان بأبعادها كافة كحقوق الطفل والمريض وكبار السن والمتقاعدين والمعنفين، وخامسة ترتبط بتنمية الشباب وحمايتهم من الآفات بتطوير الرياضة ومرافقها ولاعبيها وكوادرها البشرية إلى غير ذلك من القضايا.
يقول لي أحد الأصدقاء إنه يستغرب من بعض كبار رجال الأعمال الذين يتصدون لقضايا هامشية رغم قدراتهم الفكرية والمالية الهائلة التي يجب أن توجه لقضايا رئيسة وكبرى ذات أثر بالغ ومحوري بالاستقرار والتنمية إذ لا يعقل أن تترك عوامل سقوط البناية وتنفق على ترميم الأبواب والنوافذ، وأشاطره الرأي بكل تأكيد، حيث يتجه الكثير من رجال الأعمال للقضايا ذات البعد العاطفي وترك القضايا المنطقية المصيرية في الاستقرار والتنمية.
ختاما: أتطلع ونحن نعيش في حالة استثنائية من حول مملكتنا الآمنة النامية أن يلعب رجال الأعمال السعوديون خصوصا الكبار منهم دوراً كبيراً في دعم جهود الدولة في التعاطي والتصدي للقضايا المهمة والمحورية الداخلية منها والخارجية وكلي ثقة بأنهم سيلتفتون لذلك دون تأخير - بإذن الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي