رمضان فرصتك للتغيير (1)
يقول ويليام آرثروارد "الفرص السانحة مثلها مثل شروق الشمس، إن انتظرت طويلا فإنك غالبا ما تفقدها".
خلال سنوات حياتنا تمر بين أيدينا فرص كثيرة لا نقتنصها، ولذلك لا نحقق أي تقدم ونظل نمارس العادات والسلوكيات الخاطئة نفسها ونحصل على النتائج المخيبة للآمال نفسها.
فيما مضى كنت أعتبر رمضان كما يعتبره الآخرون "ماراثونا" استهلاكيا لتخزين السلع الاستهلاكية، ولذلك كنت أصاب بحمى الشراء للسلع الرمضانية وتخزينها، حيث أشتري كرتونا من كل سلعة وكأن السلع ستنقرض من الأسواق عند حلول رمضان، لم يكن هناك أدنى تفكير مني في جدوى ما أقوم به، لأني كنت أقوم به بشكل روتيني وبناء على عادات ترسخت بداخلي حين رأيت معظم من حولي يفعلها، ففعلت مثلهم تماما من باب "مع الخيل يا شقرا"، ولم تكن عائلتي تستهلك خلال شهر رمضان نصف السلع التي كنت أشتريها.
قبل خمس سنوات مضت قررت أن أصنع تغييرا إيجابيا في حياتي في رمضان، وكان قرارا يحتاج إلى كثير من الجرأة والشجاعة، لأنه يعتمد في الأساس على تغيير عادة متأصلة، ومن المعروف أن تغيير العادات يتطلب قوة إرادة وحزما، كان التغيير يعتمد على شراء "مقاضي" رمضان بشكل أسبوعي و"بالحبة".
كتبت السلع الاستهلاكية التي أحتاجها خلال الأسبوع الأول من رمضان على ورقة، وحين دخلت السوق اجتاحتني رغبة شديدة في أن أعود للشراء الجنوني "لمقاضي" رمضان لكني صمدت واعتبرت نفسي في تحدٍّ كبير فإما أن أنجح وإما لا!
وضعت السلع أمام المحاسب، وحين تسلمت الفاتورة كانت القيمة أقل بنسبة 90 في المائة من الفاتورة التي اعتدت أن أدفعها، وبحسبة بسيطة ستكون فاتورتي الإجمالية خلال الأسابيع الأربعة في رمضان أقل من الفاتورة المعتادة بنحو 60 في المائة، كنت سعيدة بقدرتي على الصمود على قراري وتطبيقه أكثر من سعادتي بقيمة الفاتورة المالية. ومنذ خمس سنوات ما زلت أشتري "مقاضي" رمضان بشكل أسبوعي.
ما أردت أن أوصله إليك عزيزي القارئ أني نجحت في إحداث تغيير إيجابي في رمضان بتغلبي على عادة استهلاكية سيئة، وكما نجحت أنا فأنت أيضا ستنجح في إحداث هذا التغيير الإيجابي في حياتك، وخلال رمضان سأستقبل رسائلكم عن التغيير الذي ترغبون في إحداثه في حياتكم وسأنشره هنا ــ بإذن الله تعالى.
وخزة
ليس هناك من هو أكثر بؤساً من المرء الذي أصبح اللا قرار هو عادته الوحيدة.
"وليام جيمس"