التجربة اليابانية والوعي
يصبح خطابنا الخارجي أكثر تأثيرا، عندما تأتي المبادرات بشكل عاجل لمواجهة تداعيات التجاوزات الفردية التي تصدر من البعض.
حادثة الاعتداء على المعبد الياباني، قفزت على سطح الإعلام، وقد شعرت بعتب شديد من حماس فضائيات لتناولها وتضخيمها، بينما هي محسوبة على السعودية.
لكن في المقابل، أثلجت صدري زيارة وفد من السفارة السعودية في اليابان المعبد الذي تعرض للاعتداء، وتم من خلال هذا التواصل تأكيد إدانة السعودية الاعتداء.
كان مدير المعبد لبقا ولطيفا وهو يثمن مبادرة سفارتنا في طوكيو، ويؤكد أن من يقوم بمثل هذا التصرف هو بلا شك معتل نفسيا.
حاولت رصد ردود الأفعال عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي. ووجدت أن الأمر يأخذ أشكالا متناقضة: هناك أناس ووسائل إعلام أدمنوا جلد الذات والنظر إلى كل ما في المجتمع بتضجر، وكأن هؤلاء المتضجرين من أبناء المريخ وليسوا أبناء هذه الأرض.
وهناك أولئك الذين يبررون ويسبغون على هذا الفعل المشين صبغة دينية، وهذا كلام مردود عليه، فالصحابة والتابعون - رضوان الله عليهم - فتحوا أصقاع الأرض ولم يمسوا المعابد امتثالا لوصية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووصية الخلفاء الراشدين من بعده. وأيضا هذه الفئة لا يمكن تصحيح جهلها من دون نشر مثل هذا الفهم والتأكيد عليه.
كانت هناك فئة ثالثة تمثل الأغلبية، وضعت الأمر في حجمه الطبيعي؛ فهذه الحادثة لا بد من أخذها في سياقها وهي قد تصدر عن أي إنسان يعاني خللا واضطرابا وسوء تقدير وقصور فهم.
شكرا للسفارة. وليت بعض إعلامنا الفضائي والإلكتروني يتنبه إلى أهمية أن تكون رسائله مسؤولة. ليس المطلوب حجب مثل هذه الأخبار. المطلوب فقط عدم الاحتفال بها، والتسلي بترديدها بزعم تحليلها في هذا البرنامج أو ذاك.