رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الطاقة المتجددة ضد الطاقة النووية

إن الناس الذين يتفقون على أن تغير المناخ مشكلة وخيمة غالبا ما يختلفون حول كيفية حلها. وفي الأشهر الأخيرة تضخمت الخلافات، التي كانت من قبل محدودة وغير معلنة، وتحولت إلى خلافات علنية بين نشطاء المناخ المناهضين للطاقة النووية والمؤيدين لها. واعتمادا على من تسأله فإن الطاقة النووية إما أن تكون أمرا "أساسيا" أو "غير مناسب" للجهود الرامية إلى درء الكارثة المناخية المحيقة بنا.
وتقدم مصادر الطاقة النووية والطاقة المتجددة (بما في ذلك الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والوقود الحيوي، والطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة المائية) مساهمات متشابهة في الطاقة المنتجة في العالم، وهذه المساهمات تتضاءل أمام الوقود الأحفوري. ووفقا لإحصاءات الطاقة الحالية فقد قدمت كل من مصادر الطاقة المتجددة والنووية في عام 2012 بين 8 و9 في المائة من إجمالي الطاقة المستخدمة، بينما قدم البترول والغاز الطبيعي والفحم مجتمعين 81 في المائة.
ومن ثم فإنك ستظن أن الطرف الضعيف سيدرك أن فرصته الوحيدة هي التعاون مع بعضه بعضا ضد الوقود الأحفوري العملاق. إلا أنه بدلا من ذلك فإن مناصري الطاقة النووية والطاقة المتجددة يفعلون عكس ذلك تماما: فهم يتنافسون مع بعضهم بعضا للحصول على رضا الحكومة، ويتشاحنون حول قضية البديل الذي يجب أن يحل محل الوقود الأحفوري، وفي بعض الأحيان يتعاملون مع النقاش باعتباره اختيار هذا البديل أو ذاك. وعلى الرغم من اعتراف كلا الجانبين بضخامة أزمة المناخ، فإنهما يرفضان بعناد أن ينضجا ويواجها الحقائق: فحتى مع التوسعات الضخمة في كل من مصادر الطاقة المتجددة والنووية، فإن السيطرة على ظاهرة الاحتباس الحراري بإبقائها تحت مستوى الخطر سيكون أمرا صعبا.
هل تستحق الطاقة النووية مقعدا على الطاولة جنبا إلى جنب مع تقنيات الطاقة المتجددة في معركة الخلاص من الوقود الأحفوري والانتقال إلى عالم الطاقة النظيفة؟ ومن المحتمل أن تقنية مفاعل الوحدات الصغيرة الأحدث SMR ستكون في مثل تكلفة المفاعلات الأكبر على الأقل، علاوة على ذلك فإنها لن تناسب احتياجات نظام الشبكة الأكثر مرونة، وسيستهلك تطويرها التمويل المتاح ويبعده عن خيارات الطاقة المتجددة الفعلية التي تحتاج إليه.
وتشير التحليلات الاقتصادية، وتغير المناخ الدولي، ومجموعات الطاقة إلى النتيجة نفسها: "تعد الطاقة النووية من خيارات سياسات تغير المناخ الأقل جاذبية، ومن المرجح أن تظل كذلك في المستقبل القريب. إن السعي وراء الطاقة النووية باعتبارها نقطة محورية في سياسة المناخ يحول الموارد الاقتصادية وتطوير السياسات إلى جهود بالغة الأهمية لتسريع نشر الحلول الأكثر جاذبية: الأقل تكلفة، والأقل في المخاطرة، والأكثر اعتدالا من الناحية البيئية.
وتشير الرؤية العامة إلى أن الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة المتغيرة مثل الرياح والطاقة الشمسية لا تجيد اللعب معا بشكل مشترك. لكن العديد من المحللين يرون أنه مع تطور أنظمة الطاقة، فإن كمية الكهرباء الناتجة من مصادر التوليد المتغيرة من المرجح أن تزداد، ما قد يؤدي إلى استخدام هذه الزيادة في أوقات الذروة عندما يكون الطلب على الكهرباء أكبر من الناتج المتاح. وبالتالي فإن مروجي التقنيات التي درجت على توفير الحمل الأساسي من الكهرباء - مثل محطات الطاقة النووية - يمكنهم استكشاف إجراءات تشغيل جديدة للتعامل مع إشارات السوق المرتبطة بها. وفي الوقت نفسه فإن الابتكارات في تصميم المفاعلات النووية إلى جانب أنظمة التحكم المتطورة يسمحان الآن بمزيد من التوزيع المعقد للحرارة في منظومة متكاملة مثل تلك المرتبطة بالعمليات الكيما,ية كثيفة الاستهلاك للطاقة. وتتضح إحدى هذه الفرص في "أنظمة الطاقة الهجين النووية المتجددة". وتعرف هذه المرافق بالمحطات المتكاملة التي تتألف من المفاعلات النووية، وعمليات توليد الطاقة المتجددة، والعمليات الصناعية التي يمكنها أن تعالج مشكلات الحاجة إلى مرونة الشبكة، وضرورة تخفيض انبعاث غازات الاحتباس الحراري، وضمان الاستخدام الأمثل لرأس المال الاستثماري في الوقت نفسه.
السؤال الكبير المطروح هو: هل أي من هذه التقنيات - حتى إذا اتحدت معا - يمكن توسيع تطبيقها بسرعة كافية لتجنب الكارثة المناخية التي عادة ما ينظر إليها على أنها عملية طويلة المدى؟ إن الأمر يتطلب تضافر كل الجهود المتاحة لتحويل هذه السفينة العملاقة في اتجاه تحقيق بيئة أكثر أمنا. ويواجه منتجو الكهرباء تحديات جديدة: توليد الطاقة الآمنة والتنافسية والمتوافقة مع متطلبات الحد من انبعاثات غازات الدفيئة. ومن أجل مواجهة هذه التحديات يجب إعادة النظر في عملية التوليد. ويقترح هذا العرض المرن المخصص المزيج الأمثل لمصادر الطاقة المتجددة والنووية لمساعدة شركات الطاقة في تلبية أهدافها العملية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي