عيسى الغيث وتناقضات مبتعث

قال عضو مجلس الشورى الشيخ الدكتور عيسى الغيث "قابلت مبتعثاً في واشنطن فقال لي: إن الابتعاث تغريب! فقلت له: "وش جابك أجل"؟!، ثم فوجئت بأن زوجته مبتعثة! وكذلك تقود سيارة بمفردها".
من المؤلم أن هذه الصورة تختزل مشهدا يتسيد في الذهنية الجمعية، لدى عدد لا يستهان به من أفراد مجتمعنا ومجتمعات عربية أخرى.
هذه العقلية التي تتصالح مع التناقضات، وتتنقل في رؤاها وفقا لمنطق يختلط فيه الحق والباطل، إذ إن هذا المبتعث ومن هم على شاكلته يجد نفسه منزها عن التأثر بالتغريب.
وهو وفقا لهذه الحصانة التي منحها لنفسه، يسمح لنفسه بممارسة ما ينتقده على سواه. سواء من خلال القبول بالدراسة في الخارج، أو السماح لزوجته بقيادة السيارة.
لا شك أن الصورة تتكرر في المجتمع بطرق مختلفة، فحالة الرفض للاختلاط، تقابلها مثلا ممانعة من البعض توطين مهن كثيرة منها طب النساء أو التمريض. وهذه الممانعة لا تقل شراسة عن محاربة توظيف المرأة في محال المستلزمات النسائية.
وهذه في النهاية تسفر عن جملة من الإشكالات التي تجعل الجيل الجديد في حيرة تجاه ما يدخل في النطاق الشرعي والديني، وما يدخل في إطار النظرة الشخصية التي يتم إلباسها إزار الدين. المشكلة أن التطورات من حولنا تجعل هذا الجيل ينقم على هذه الممارسات والآراء الشخصية، والبعض قد يقع في محذور اعتقاد أن هذا من الدين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي