رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


ظواهر طبيّة.. غير طبيّة

ظاهرة رقم 1 ــ ضعف التذوق عند الكبار:
معروف عند الأطباء أن الناس يفقدون من حساسية تطعّم الأشياء كلما كبروا في السن. ومن أسباب ذلك أن براعم التذوق في اللسان تخفت كلما تقدم المرءُ في السن. وثبت إكلينيكيا أنه ما إن يبلغ الإنسان عمراً متقدما حتى يكون عددُ براعم التطعّم في لسانه أقل بثمانين في المائة من عند الشباب. ومن هنا يجب أن يتقدم الصغار مثلا لمهنة الطباخ أكثر من الكبار لأن براعم التطعّم عندهم ما زالت في ذروتها فيتخذون القرارَ الصحيح في المقادير والمكوّنات. وفي الوظائف الإدارية في مختلف درجات الهيكل الإداري لأي منشأة أو بلاد يفقد الكبارُ تطعم مكونات المجتمع ومقادير رغباته، لأن مؤثرات التحسس قد انطفأت مع السنين، لذا لا تكون القرارات ملائمة للناس لأنها خرجت بلا طعم، أو هنا بلا قابلية صحيحة للتطبيق، بل أحيانا لا يخرج القرار نفسه لضعف التحسس لمعطيات ومعلومات وبدائل وعواقب القرار. إذن من ناحية خلقية وتشريحية وحياتية لا بد أن يكون الشباب في الوظائف الإدارية المهمة والكبرى خصوصا فيما يتعلق مباشرة بنحت الأفكار البنّاءة لتطوير الناس من جهة تذوق حاجاتهم وتحسس قدراتهم.

ظاهرة رقم 2 ــ الحساسية:
الحساسية هي التضرر من أشياء هي في العادة لا تضرّ أحدا. ولا بد أن تبعد كل ما يثير الحساسية عن مريض الحساسية، فبعض الأشياء التي تبدو لبقية الناس على الكوكب عادية لا تعني شيئا ولا تسبب شيئا، قد تكون قاتلة لمرضى الحساسية. ومن أبرز مواد التحسس هي المكسرات وأخطرها لمن يصاب بحساسية ضد المكسرات، وهناك حالات مسجلة لمن فقدوا حياتهم بسقوط كامل للجهاز التنفسي بسبب مثلا زبدة الفول السوداني. وهناك ناس يتحسسون من الناس، ويرون الناسَ مسببين للضرر والضجر لهم فلا بد أن يبعدوا الناس عنهم، وبالتالي بالمنطق العلمي والعملي والطبي والفهم العادي لا يمكن أن تسلمهم منصبا يديرون فيه الناس، ولا منصبا يديرون فيه شأنا خدمياً للناس. وما سبب سقوط خدمات رغم توافر الأموال والخطط إلا بسبب أن من يديرون مرافق كهذه لديهم هذه الحساسية، بينما ينجح آخرون في مناصب مثيلة لأنهم مع الناس ومن الناس ويحبون الناس.

الظاهرة رقم 3 ــ الأجسام المضادة:
الأجسام المضادة يفرزها الجسم كي تواجه الحساسية أو المواد الغريبة التي تهاجم الجسم إما بالتماهي معها وتحييد سميتها، أو سحب قدرتها على العمل منها. وهذا النوع من الأجسام المضادة صفة طيبة للأشخاص الذين يتولون مقعدا قياديا فيه تضارب من الأجناس والثقافات والآراء والمعتقدات. فأي تغيير غير مضر سيدخل الجسم ويبنيه بدون أي ضرر، ومن هنا تنفتح له بوابات الجسم. أي أن أي أفكار أو آراء بناءه سيسمح لها القائد أو المسؤول الذي يتمتع بصفة الأجسام المضادة ولن يقف ضدها متى كانت مفيدة، بل سيعززها وسيجعلها مع الوقت من مكونات المجتمع لينمو بها ومن خلالها. وعندما تكون الأفكار ضارة لا يتصدى لها بعنف واضح بل يتماهي معها ويسايرها ويفهم مواطن قوتها وضعفها ثم يحيِّد ضررها ولا يجعله متعديا ولا مؤثرا، أو أنه من خلال هذه المعرفة يمنعه ويعطله عن العمل حتى لا تستشري أفكار هدامة ومضرة في المجتمع.
وأتمنى للجميع الحياة الطيبة المليئة بالصحة والراحة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي