وقف التعليم .. وتجربة «كاوست»
المتابع والمتتبع لإنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في تقديم الدعم وتوفير كل ما من شأنه الارتقاء بالتعليم في المملكة على جميع مراحله، لا يستغرب أبدا الدعم الكبير الذي حظيت به وزارة التربية والتعليم من خلال أمر خادم الحرمين الشريفين لدعم وتطوير التعليم العام في المملكة عبر مشروعٍ مدته خمس سنوات بتكلفة إجمالية بلغت 80 مليار ريال .. هذا الدعم من والد الجميع يحتم على كل المهتمين والمسؤولين في التعليم العمل على تحقيق ما يحلم به هذا الرجل العظيم في فكره وعطائه لإحياء ونشر فضيلة العلم العظيمة.
عند إعلان وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل قبل أيام التفاصيل التي تضمنها أمر خادم الحرمين الشريفين لدعم وتطوير التعليم العام في المملكة، ذكر الأمير أن هذا الدعم غطى أربعة محاور رئيسة هي المعلم، والطالب، والتنظيم والإدارة والمباني المدرسية، وحيث تضمن تفصيل الأمر الكريم بدعم التعليم العديد من المبادرات المهمة، والمهمة لتطوير التعليم العام في المملكة، ومن ضمن هذه المبادرات، مبادرة وقف التعليم العام، إذ تمت الموافقة على إنشاء الوقف بحيث لا يترتب عليه أي التزامات مالية على الخزانة العامة، وسيتم وضع تنظيم مناسب للوقف ودراسته من قبل اللجنة الوزارية للبرنامج تمهيداً لرفعه للمقام الكريم، مستهدفين أن تكون هذه الأوقاف روافد كبيرة يستفيد منها الطلاب والمجتمع والوطن - إن شاء الله.. وهنا أذكر أن خادم الحرمين سبق وتبنى جانب أو سنة الوقف في جامعة الملك عبد الله بهدف بناء صرح علمي متميز سيخلده التاريخ والوقف سيدعمه ويضمن ديمومته، واليوم ومع إعلان وزير التربية مبادرة وقف التعليم، ولأهمية العلم ودوره في بناء الأوطان، فإن هذا الوقف سيضمن الديمومة - بإذن الله، لكن المهم أن يدار بعقلية مخلصة ومبدعة، ولنأخذ من آلية إدارة وقف جامعة الملك عبد الله ونستنسخها بهدف ضمان نجاح الفكرة .. وذلك اختصارا للجهد والوقت، ولتلافي السلبيات إن وجدت في إدارة وقف جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية .. وفي نهاية المطاف فإن هذه الجامعة جامعة سعودية، والاستفادة من تجربتها ليس عيبا أو تقصيرا من الجهات الأخرى، وإنما هو سعي إلى تقديم الأفضل والاستفادة منه، ما دام أنه موجود لدينا.
وفي الختام .. لقد أثبت خادم الحرمين الشريفين من خلال مثل هذا الدعم الكبير للتعليم مدى نظرته المستقبلية وحكمته في قراءة الأمور بعين ثاقبة همها وجل همها هذا المواطن وما سيقدم له، ليهنأ بعيش رغيد واستقرار مستدام يتلمسه جيل بعد جيل، وصغير قبل كبير.