واجه مخاوفك
يقول مارك توين: "افعل أكثر شيء تخشاه وتخافه، وسيموت الخوف داخلك".
ويقول علماء النفس "إن 99 في المائة من مخاوفنا وهمية لأنها لا توجد إلا في خيالنا، وعلى ذلك فإنه لا أساس لها من الصحة"، إذن الخوف هو مجرد حالة ذهنية نختلقها نحن لتبقينا في منطقة الأمان الوهمي الذي سيمنعنا من القيام بأمور نخشى القيام بها لأنها قد تتسبب لنا في الأذى النفسي في حال عدم نجاحها.
لن تنجح في هذه الحياة ما لم تواجه مخاوفك، لنفترض أنك الآن تفكر في إنشاء مشروعك الخاص لكنك تخاف من الفشل فيه، ومن انتقاد الآخرين لك في حالة فشلك، في هذه الحالة أنت تعطي إيحاء لذاتك بأنك لا تستحق النجاح، بل إنك غير قادر على صنع نجاحك، والنتيجة الحتمية لمخاوفك هي أنك لن تفعل شيئا وستظل "مكانك سر" تقدم رجلا وتؤخر أخرى إلى أن "تطير الطيور بأرزاقها"، ولنفترض أنك خالفت توقعاتنا ونفذت مشروعك، لكنه فشل، ففي هذه الحالة ستتذمر وستغضب وستبحث عن شماعة تعلق عليها إخفاقاتك، ستسب الظروف التي لم تكن مهيأة والأصدقاء الذين تخلوا عنك والحظ "النايم" والأهل الذين لم يساندوك، وغالبا لن تعاود المحاولة لأنك ستخاف من تكرار فشلك.
الفرق بين الناجح والفاشل هو في "نمط التفكير"، فالناجح يؤمن بأن الفشل مجرد موقف عليه أن يواجهه ويستفيد منه لأقصى درجة ولا يشغل نفسه بالتبريرات للآخرين عن أسباب فشله، لأنه ببساطة يركز على الحلول والبدائل والخطط الجديدة للنجاح، فأديسون لم يشعر بالخوف من تكرار محاولاته، بل ظل يحاول ويحاول إلى أن نجح بعد المرة الألف، أما الفاشل فإنه يؤمن بأن الفشل هو نهاية المحاولات بالنسبة إليه، ويشغل نفسه بالتبرير للآخرين عن أسباب فشله وإعلان "توبته" عن المحاولة مرة أخرى، لأنه ببساطة خاف من الفشل ففضل الهروب.
أيا كانت مخاوفك سواء كانت خوفا من ركوب مصعد، سلم كهربائي، رؤية حيوان معين، فشل في العلاقات، في المشاريع، فواجهها بكل إصرار، وبقدر ما يتطلب الموقف من جرأة وقوة، لكن لا تهرب من مواجهة مخاوفك لأنها ستصبح أكبر بكثير مما تتخيل ومما هي عليه في الواقع حين تستسلم لها، الأمر يحتاج إلى تصميم وثقة بربك ثم بنفسك.
وأنا واثقة أنك ستنجح.