الانفصاليون الموالون لروسيا يعكرون انتخابات أوكرانيا .. وواشنطن قلقة من موسكو

الانفصاليون الموالون لروسيا يعكرون انتخابات أوكرانيا .. وواشنطن قلقة من موسكو

تستعد السلطات الأوكرانية لانتخابات رئاسية اليوم، يعكر صفوها الانفصاليون المسلحون الموالون لروسيا، بعد حملة تخللتها معارك بين المتمردين والجنود الأوكرانيين أسفرت عن سقوط أكثر من 150 قتيلا، وتثير مخاوف من تقسيم البلاد.
وفي كييف شاركت الحكومة - التي انبثقت من حركة الاحتجاج على سلطة الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفتيش في أوكرانيا أمس - في صلاة من أجل السلام في كاتدرائية القديسة صوفيا. وفي نداء إلى الأوكرانيين، دعا رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك الناخبين إلى التوجه بكثافة إلى صنايق الاقتراع "للدفاع عن أوكرانيا". وقال "سيكون ذلك تعبيرا عن رغبة أوكرانيي الغرب والشرق والشمال والجنوب".
من جانب آخر، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاتحاد الأوروبي إلى دعم بناء أنابيب غاز لا تمر في أراضي أوكرانيا، محذرا من التهديد الذي يمثله "المتطرفون" الأوكرانيون على أنابيب الغاز التي تمر في هذا البلد.
وقال بوتين في كلمة ألقاها أمام المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورج، "إن روسيا كانت على الدوام مزودا مسؤولا لأوروبا بالغاز، إلا أنها كانت ملزمة بمرور الغاز عبر الأراضي الأوكرانية".
وكان بوتين - الذي كرست إدارته لملفي سورية وأوكرانيا عودة موسكو إلى مقدم الساحة الدولية - قدم بادرة تهدئة بتأكيده أمس أن بلاده "ستحترم خيار الشعب الأوكراني"، وأنه سيعمل مع رئيس الدولة المنتخب.
وقال بوتين "نفهم أن الشعب الأوكراني يريد الخروج من الأزمة، نريد نحن أيضا أن يعود الهدوء في نهاية المطاف إلى أوكرانيا، سنحترم خيار الشعب الأوكراني". وأكد أنه "مثلما نعمل اليوم مع هؤلاء الذي يسيطرون على الحكم، سنعمل بعد الانتخابات مع السلطات المنتخبة". ووصف الرئيس الروسي ما يحصل في أوكرانيا بأنه "فوضى وحرب أهلية حقيقية"، في إشارة إلى المعارك بين الجيش الحكومي والانفصاليين المؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا.
وتلقى البيت الأبيض بحذر هذه التصريحات وقال "إنه ينتظر إشارة ملموسة أكثر من جانب موسكو".
وعلى الجبهة الشرقية شهدت المواجهات بعض الهدوء بعد يومين من معارك عنيفة في منطقة دونيتسك أسفرت عن سقوط 26 قتيلا بينهم 19 جنديا أوكرانيا الخميس. وقد مني الجيش الأوكراني في اليوم المذكور بأكبر خسارة منذ بدء عمليته "لمكافحة الإرهاب" في 13 نيسان (أبريل).
وشهدت مدينة سلافيانسك معقل المتمردين الموالين للروس معارك في وقت مبكر من أمس عشية الانتخابات التي تهدف إلى وضع حد لأزمة سياسية مستمرة منذ ستة أشهر، دفعت البلاد إلى حافة حرب أهلية وتقسيم.
كما أدت إلى أسوأ أزمة دبلوماسية بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة.
وفي منطقة دونيتسك التي أعلنت سيادتها بعد استفتاء على الاستقلال، أعلن زعيم هذه المنطقة دنيس بوشيلين "سنلجأ إلى القوة" لمنع سير الانتخابات.
وقالت تاتيانا المسؤولة في أحد مراكز التصويت في ماكييفا غرب دونيتسك لوكالة الأنباء الفرنسية، رافضة ذكر اسم عائلتها لأسباب أمنية "نحن مستعدون للاقتراع، لكن قد لا تجري الانتخابات هنا". وفي مدرسة في وسط دونيتسك لا إشارة إلى وجود صناديق اقتراع. وقالت أولجا المكلفة مركز التصويت بأسف "عادة نشهد انتخابات، لكن هذه المرة لن تجري على ما يبدو".
وضاعف الانفصاليون تحركاتهم لمنع تنظيم الانتخابات. فقد تعرضت لجان انتخابية عدة لهجمات من قبل مسلحين، بينما خطف عديد من الموظفين العاملين في الانتخابات.

الأكثر قراءة