من يرسل أولادنا للقتال؟
* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 518.
- حافزالسبت: خبث السياسة في أن تخطئ على الآخرين.. ثم تلومهم!
****
- حالة السبت السياسية:
الذي يجري بالعراق من سنوات هو الجحيم على الأرض. القتل، الغدر، التفجير، ضياع الأمان الفردي والمجتمعي، الاشتعال الطائفي. وأقرأ مقالا عن العراق في الخمسينيات، وضعه أحد الأساتذة المصريين الذين درسوا في العراق، ويصف العراق بأنها جنة الله على الأرض، ويقول إن السير في بغداد مساء على ضفة النهر تشعر أنك محاط بجمال التاريخ، وأمن الأرض والسماء. ويتحدث الأستاذ فهمي الذي ابتعثته وزارة المعارف المصرية عن جمال أخلاق العراقيين، ثم يقول إنه يفاجأ بهذا التضام كما وصفه في المجتمع. وقال إن بغداد من أكثر المدن التي رآها نظافة ورقيا، وراح يصف الشوارع والعمران والسيارات الجديدة، والحياة الأنيقة. وقابل الزهاوي والرصافي وهما عمادا الشعر العراقي. وتكلم عن تكافل المجتمع وكيف أن بيوت الإعانة في المراكز الشيعية والسنية والمسيحية تستقبل الفقراء من كل طائفة. ولفت نظر الأستاذ فهمي ذكاءُ مستفيض عند طلبته العراقيين في جامعة بغداد، وأن زميله الإنجليزي ويدرس في الجامعة كان يقول له إنه لن يستغرب أن يخرج من هذه الجامعة عراقيون يشغلون العالم بعبقريتهم الاقتصادية، والعلمية، والفكرية. ثم قال فهمي إن العراق لن تسقط لأنها مجتمع يتوجه دوما للتماسك والقوة والعلم. هل تحققت نبوءة الأستاذ فهمي؟ الحال الآن يرد بأبلغ صورة!
****
- عقلية سياسية:
«جون كيري» لا يختلف كثيرا عن أي وزير خارجية أمريكي، إلا أنه برأيي أكثرهم مباشرة لعمله، ومن أقلهم مراعاة لفهم العمق الارتدادي لتصرفاته وكلامه المطلق. فبينما كانت السيدة “هيلاري كلنتون” ديبلوماسية من الطراز الذي يتكلم عنه كتاب العلوم السياسية، وتتقن القالب الديبلوماسي، كما تتقن صنع الكلمات التي تخرج منها.. يبدو أن السيد كيري أضعف منها لغويا وحدسا عاما. فقد قال السيد كيري جملة في غاية العمق والحكمة (!) وهي أن على العراقيين أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم. والجملة ستكون حكيمة جدا لو أن أمريكا أو وزير خارجيتها آنذاك “كولن باول” قبل 2003م، قالها. فكل تبعات الانقسام والعراك هو لما أصر الأمريكان على لسان كولن بوجود سلاح الدمار الشامل.. أول خطوة أمريكية ذاك الوقت آذنت بهذا الجحيم الذي يعيشه الآن العراقيون في البلد الذي قال فهمي عنه:” بهِ أمنُ الأرض والسماء”.
****
- القضية الشاغلة: من يرسل أولادنا للقتال في الخارج؟
هذه القضية ولدت قضية اقتتال في الداخل أيضا. إن الاتهامات تصاعدت على أشخاص سموا بأسمائهم في الإعلام المرئي المسموع. والسؤال الكبير هو: إذا كنا نعرف المحرضين بأسمائهم وعملهم، فلماذا نحن – قانونيا- ساكتون عنهم؟ إن هذا السكوت يعني أننا نظهر أمام العالم بأننا راضون بذلك، فيعزز رأي من يتهمنا بأننا نؤيد الإرهاب. ولكن إن كنا لا نملك دليلا أكيدا على أن هؤلاء هم المحرضون والمرسلون المباشرون لأولادنا في العراق وسورية فلم تُترك هذه الاتهامات علنا قبل أي احتواء قانوني نظامي؟ إني هنا أدافع عن سمعة بلدي التي تعمل بكل جهودها- وربما أكثر من أي دولة أخرى - لمكافحة الإرهاب، أن يقال عنها إنها تعرف وسكتت. والحل إما الاحتواء القانوني السريع، أو أن توقف الاتهامات الإعلامية التي تضر بسمعة مملكتنا الغالية قبل أي شيءٍ آخر.
****
- والمهم:
الكلمة الطيبة العاقلة والكلمة السيئة الخاطئة مخرجهما واحد، فاختر أيهما تريد أن تخرج.. وأرض بعواقبها!