دور «عمدة الحي» يتقلص .. ومواكبة تطورات العصر مطلوبة

دور «عمدة الحي» يتقلص .. ومواكبة تطورات العصر مطلوبة
دور «عمدة الحي» يتقلص .. ومواكبة تطورات العصر مطلوبة

يجلس على أريكة مصنوعة من الخشب تتوسط مجموعة أخرى من الأرائك فيما يسمى بـ "المركاز" وهو الموقع الشهير الذي يتوسط الحارات الشعبية العتيقة في السعودية .. يعرف كل سكان الحي، والكل يهابه، يشارك الناس في أفراحهم ويواسيهم في الأحزان، يخدمهم وييسر ما يقف أمامهم من عثرات، البعض يظن أنه يعمل متطوعا لا يتقاضى أجرا كما أنه ليس بالضرورة أن يكون أكبر من في الحي سنا .. إنه "العمدة".

ومنذ عقود طويلة عرفت المملكة "نظام العمد"، حيث كان يشكل ركيزة في إنهاء شؤون المواطنين داخل الحي، وتم تأسيس النظام رسميا في عام 1349هـ أي منذ ما يقارب 86 عاما، وقد حدد النظام مهام ومسؤوليات العمد بشكل مفصل.

ومن المهام الإدارية للعمدة توقيع الوثائق والمشاهد، وإصدار التعاريف وما يقع في حكمها، وتدوين ما يصدر عنه من وثائق في سجلات لديه يمكن الرجوع إليها عند الحاجة، والاحتفاظ بسجلات عن سكان الحي وحركة تنقلاتهم، وغيرها من المهام الإدارية.

وحظي العمد وبالأخص السابقين مكانة كبيرة في قلوب سكان الحي، حيث يعتبر "كبيرهم" فهو من يلجأون إليه عند حدوث مشكلات فيما بينهم، ودوره الاجتماعي كبير من خلال الإصلاح بين المتخاصمين، والوقوف مع الأرامل واليتامى ومساعدتهم وتوفير جميع احتياجاتهم.

ولدى العمدة مهام أمنية كالاهتمام بالأمور التي تقع في دائرة اختصاصه من جرائم وحوادث وتصرفات مشبوهة وتبليغ الجهات المختصة بها، ومراقبة حيازة وحمل الأسلحة بجميع أنواعها، والتحري عن مجهولي الهوية والموجودين بصفة غير نظامية والإبلاغ عنهم، ومكافحة المخدرات، ومراقبة ذوي السوابق والمجرمين والإبلاغ عنهم، ومساعدة مندوبي الدوائر الرسمية بالدلالة على مقر إقامة المطلوبين وأي معلومات عنهم، إضافة إلى جميع المهام الأمنية التي تسند إلى العمدة.

#2#

والبعض يعتبر مهام العمدة سابقا أكثر يسرا وسهولة أما في الوقت الحالي فباتت شاقة جدا بالزيادة الكبيرة في عدد السكان والتطور داخل الأحياء، الأمر الذي طالب معه حبيب السلمي "عمدة حي الكندرة" خلال حديثه لـ «الاقتصادية» بأن تطور طريقة عمل العمد لتواكب التطور الحديث، من خلال توظيف مساعدين لهم ومقرات لائقة مزودة بالأجهزة الإلكترونية لكي يصبح عملهم أكثر دقة.

وقال السلمي: "إن عمل العمد في الوقت السابق لم يكن يحتاج إلى الكثير من الجهد، حيث إن عدد سكان الأحياء قليلون جدا ومعروفون شخصيا لدى العمدة، أما حاليا فإن الأحياء فيها الكثير من السكان، الذين قد يكون أغلبهم غير معروف لدى العمدة"، مطالبا بعمل قاعدة بيانات لكل عمدة تبين معلومات كل شخص داخل الحي.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه شرطة محافظة جدة عن توافر وظائف عمد شاغرة لأحياء الواسطة والبخارية والزهراء والنزلة اليمانية الجنوبية وغليل الشرقي واليمن والبحر والمحمدية الشرقية.

واشترطت أن يكون المتقدم سعودياً وألا يقل عمره عن 30 عاماً وأن يكون من سكان الحي ومقيماً فيه بصورة مستمرة لمدة لا تقل عن خمس سنوات قبل الاختيار ومن العارفين بأحوال السكان فيه على أن تستمر إقامته طيلة شغل الوظيفة.

كما يشترط ألا يكون قد سبق الحكم عليه بحد شرعي أو بالسجن في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة وألا يكون قد سبق فصله تأديبياً من وظيفة عمدة أو من أي وظيفة عامة أخرى وأن يكون سالماً من العاهات التي لا تمكنه من القيام بمهام وظيفته، على أن تثبت لياقته بتقرير طبي صادر من جهة طبية رسمية، وأن يكون حسن السيرة والسلوك ومن ذوي الأخلاق الفاضلة المشهود لهم بالأمانة والاستقامة، وحسن الخلق، وأن تتوفر لديه شروط الوظيفة، وأن يكون لديه الثانوية العامة كحد أدنى مع خبرة لمدة أربع سنوات.

ودعت شرطة محافظة جدة ممن تتوافر فيه الشروط المطلوبة التقدم بطلبه للجنة الفرعية لتعيين العمد في محافظة جدة في مركز شرطة الجامعة بدءًا من الأحد المقبل ولمدة 30 يوماً، مصطحباً معه المؤهلات العلمية وبطاقة الهوية.

الأكثر قراءة