مركز أبحاث أمريكي: أغلبية ضئيلة من المصريين تؤيد السيسي
أظهر استطلاع رأي اليوم الخميس أن أكثر قليلا من نصف المصريين يؤيدون قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي الذي يتوقع فوزه بسهولة على منافسه السياسي اليساري حمدين صباحي وذلك قبل أيام قليلة من إجراء انتخابات الرئاسة المصرية.
كما أظهر الاستطلاع الذي أجراه مركز بيو للأبحاث ومقره واشنطن أن 43 في المئة من المصريين يعارضون عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي في يوليو تموز الماضي وهي الخطوة التي يقول الجيش إنها تمت بمساندة شعبية كبيرة.
وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن مصر أكثر انقساما مما يقول مؤيدو السيسي كما تظهر ضرورة أن يتحرك السيسي سريعا لكسب التأييد في دولة تسببت الاحتجاجات الشعبية بها في إسقاط رئيسين منذ 2011.
ويرى مؤيدو السيسي أنه الرجل القوي المطلوب لتحقيق الاستقرار في دولة تمر بأزمة. لكن الإسلاميين يصفونه بأنه العقل المدبر لانقلاب ضد رئيس منتخب.
ومنذ عزل مرسي ألقي القبض على ألوف من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها وقتل مئات من مؤيدي الجماعة ورجال الأمن عندما تفجرت موجة عنف في البلاد.
ويصعب إجراء استطلاعات رأي يعول عليها في مصر. وقال مركز بيو إنه أجرى مقابلات مباشرة الشهر الماضي مع الف مصري للوصول إلى تلك النتائج.
وحصل السيسي على تأييد 54 في المئة من المشاركين في الاستطلاع بينما قال 45 في المئة منهم إنهم لا يؤيدونه. وأيد 54 في المئة تحرك الجيش ضد مرسي العام الماضي.
وقال مركز بيو إن ما حل بالمصريين من إرهاق بسبب اضطراب الفترة الانتقالية بعد تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك يجعلهم يفضلون حكومة مستقرة على حكومة ديمقراطية.
وعزل السيسي مرسي بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
وأظهر الاستطلاع أن الفقراء والشباب أكثر تأييدا لعزل مرسي من الأثرياء وكبار السن.
وأظهر الاستطلاع أن 38 في المئة من المصريين يحتفظون لجماعة الإخوان المسلمين بنظرة إيجابية رغم حظرها وإعلانها جماعة إرهابية. وهذه النسبة أقل بكثير من النسبة التي وردت في استطلاع أجراه المركز قبل عام وكانت 63 في المئة لكنها أعلى بكثير مما يتصوره السيسي الذي يقول إن الشعب يرفض الجماعة.
وأيد 35 في المئة من المشاركين في الاستطلاع السياسي اليساري حمدين صباحي المنافس الوحيد للسيسي بينما قال 62 في المئة إنهم لا يؤيدونه.
وكشف الاستطلاع أيضا عن تراجع التأييد للجيش والقضاء وهما مؤسستان قويتان لعبتا دورين رئيسيين خلال السنوات الثلاث الماضية.
وبحسب الاستطلاع رأى 45 في المئة من المشاركين أن الجيش له دور سلبي مقابل 56 في المئة قالوا إنه يقوم بدور إيجابي في المجتمع المصري. ورأى 41 في المئة أن دور القضاء إيجابي مقابل 58 في المئة رأوا العكس.
###تحقيق: الحماس للسيسي يصل إلى معاقل الإسلاميين في الفيوم جنوب القاهرة
في محافظة الفيوم التي كانت معقلا انتخابيا سابقا للاسلاميين في جنوب القاهرة، يقول كثيرون انهم سيدعمون قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي الذي اطاح بالرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي سبق ودعموه وصوتوا له بكثافة في انتخابات 2012.
ووصلت الى الفيوم المحافظة الزراعية الفقيرة الواقعة على بعد قرابة 100 كم جنوب غرب القاهرة حالة الحماس العامة لقائد الجيش السابق السيسي الذي يعتبره كثير من المصريين بطلا بعد اطاحته بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في 3 تموز/يوليو الفائت.
ويبدو فوز السيسي المشير المتقاعد الان محسوما في الانتخابات التي ستجري الاثنين والثلاثاء المقبلين.
وتعد الفيوم معقلا تقليديا للاسلامين. وقد فاز فيها مرسي ب77 بالمئة من الاصوات في انتخابات 2012 التي جاءت به للحكم. لكن المزاج العام الان هناك متعلق بالسيسي الذي تعلق صوره ولافتاته بجوار المباني الحكومية ومقرات الامن وحواجز الجيش.
وفي الازقة الضيقة والمزدحمة في السوق الشعبي، ينظر الناس للسيسي على انه القائد الوحيد القادر على استعادة الامن واحياء الاقتصاد الذي تضرر بشكل سيء للغاية جراء ثلاث سنوات من الاضطرابات التي اعقبت الاطاحة بالرئيس المصري الاسبق والقوي حسني مبارك.
ويقول بائع الفاكهة احمد قطب (36 عاما) من داخل كشكه لوكالة فرانس برس "نحن نريد الامن والاستقرار. انا بائع حر اريد ان اكسب قوت يومي وقوت ابنائي".
واشار قطب الذي صوت لحزب النور السلفي خلال الانتخابات البرلمانية العام 2011، ان الناس تنبذ الاسلاميين الان بعد تجربة حكم الاخوان المسلمين التي لم تستمر اكثر من عام واحد. واضاف ان "الناس لا تثق في التيار الاسلامي الآن بسبب الاخوان. كل التيار الاسلامي تمت تنحيته جانبا".
ومنذ عزله، ينظم انصار مرسي تظاهرات اسبوعية في الفيوم للمطالبة بعودته للحكم. وعادة تتحول هذه التظاهرات الى مواجهات دامية بين المتظاهرين الاسلاميين الغاضبين والشرطة.
لكن حملة القمع ضد انصار مرسي التي خلفت 1400 قتيل وقرابة 15 الف معتقل عبر البلاد، قللت كثيرا من حجم هذه التظاهرات.
ويقول معارضو ومنتقدو السيسي ان مصر تنتظر حكما ديكتاتوريا في عهده، معبرين عن مخاوف من تراجع الحقوق والحريات.
لكن كثيرين في الفيوم قالوا انهم يؤيدون تولي رئيس قوي السلطة لاستعادة النظام في مصر ما بعد الثورة.
ويقول صلاح حسين (43 عاما) وهو صاحب محل للاحذية "نحن شعب فرعون. هذا البلد يحتاج الى رجل قوي ولا رجلا ضعيفا".
وعندما سئل عن الاخوان المسلمين، تدخلت زوجته المحجبة التي كانت ترتدي عباءة سوداء قائلة "ليس لنا علاقة بالاخوان. رجاء اتركنا وشأننا"، مصدرة صوتا باسوارها الذهبية وهي تشوح لصحافي في فرانس برس كي يرحل.
ويؤكد المهندس سيد فتحي (42 عاما) انه سيصوت للسيسي بسبب خلفتيه العسكرية التي تجعله الشخص الانسب لاستعادة الامن. وقال لفرانس برس "انه رجل عسكري ونحن معتادون على الحكم الجيد لرجال الجيش".
وجاء كل رؤساء مصر السابقين من الجيش فيما كان مرسي هو الاستثناء الوحيد لانه اول مدني يحكم البلاد.
وقبل ايام قليلة من انطلاق السباق الانتخابي بين السيسي ومنافسه الوحيد اليساري حمدين صباحي، تقوم حملاتهما بالدعاية بشكل نشط.
ويقع مكتب حملة السيسي في الفيوم بالقرب من مديرية الامن ومباني حكومية اخرى، في منطقة احيطت بجدران اسمنتية وتحميها مدرعات للشرطة والجيش.
ويشير ابراهيم زيدان رجل الاعمال الاربعيني الذي يعمل في العقارات ان موقع مكاتب الحملة ياتي "لتفادي حدوث اي شيء". واضاف "لكن لن يحدث اي شىء ونحن لا نشعر باي قلق".
وعلى الجدران التي يغطيها التراب والغبار في الفيوم، تنتشر رسومات تندد بحكم الجيش على الجدران التي يغطيها التراب والغبار في الفيوم التي ما زالت تسمع فيها اصوات مؤيدي مرسي التي تنتقد بشدة السيسي الذي اعلن عزل مرسي بنفسه.
وبينما كانت تغادر جامعة الفيوم التي تشهد تظاهرات يومية مؤيدة لمرسي، قالت الطالبة في كلية دار العلوم جهاد "المظاهرات ستسكر شوكة الانقلاب. الناس ستواصل التظاهر وستقاطع الانتخابات". واضافت انها هي وثلاث من صديقاتها يرتدين النقاب انهن جميعا سيقاطعن الانتخابات.
وعلى الرغم من المؤشرات التي تقول ان السيسي سيكتسح الانتخابات، لا تزال عزيمة محمود البيسي عضو حملة صباحي قوية وهو يوزع منشورات تدعو لانتخاب صباحي.
وقال البيسي ان العنف الذي ضرب الفيوم ترك "شعورا بالياس والاحباط" لدى الناس. واضاف ان "الذين يتناقشون او يعبرون عن ارائهم نادرون (...) الناس ترى الامر (الانتخابات) محسوما".