رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أخلاقيات التنافس

يحاول البعض في الوسط الرياضي ترسيخ مبدأ، مفاده أن التنظيمات وشرحها كفيلان بأن تبقى المنافسة عادلة، ويحافظ على تساوي الفرص فيها بشكل كبير. نعم هذا أمر جيد وأساس يبنى عليه أي عمل يراد له النزاهة والدقة في التنظيم مع وضوح في آلية العمل، غير أن الجميع ذهب في اتجاه واحد وهو النظام المكتوب وتناسينا مبدأ الأخلاقيات التي تقوم عليها أي منافسة في أي مجال رياضي كان أو تجاري أو تنافس علمي بين النظراء، فالمماحكة والجدل يقومان بين من تتساوى بينهم الفرص وهدفهم في النهاية واحد، ولن يكون مميزاً منهم سوى من يحوز قصب السبق، وهنا تبرز حكمة جميلة تقول: "كلام النظراء يطوى ولا يروى" غير أن الإثارة أقضت مضاجع الحقيقة، فبات الكثير يمثل مصدراً للخبر، بينما تفرغ آخرون للفتل والنقض وتبرير نزول مستوى الطرح والتصريحات، بدعوى أن الجماهير تريد ذلك، وبأن العقلانية لا وجود لها، حتى ماجت الساحة بكثير من الجدل والهزل، فاغتم على الناشئ الصغير هل القوة بالشجاعة واتباع الحق أم هي بأفعال الحيل وتقنيين الميكافيلية التي تفضي فقط في الوصول للهدف دونما هيئة رقابة أو تحقيق تكشف عن هذا الطريق وما هي دهاليزه، فبات الكل فارسا وبات الجميع صاحب حق بالنظام الجامد، وأمتنا أخلاقياتنا بحجة هي كبيت العنكبوت، فلو وجدت هذه الأخلاقيات لكانت هي الرادع وكانت هي الحصن الحقيقي عن كثير من الزلل والبعد عن مواضع الخطأ والشبهة.
هذا في جانب التنظيم الإداري وما يلزمه من لجان وخلافه، وحين نجاوزه لأهم أدوات الوسط الرياضي والمحرك الأكبر والقدوة التي يتغنى بها الكبار قبل الصغار، فلقد جنح البعض منهم عن بعض ما يطلبه من الحد الأدنى من رسم القدوة الحسنة في الملبس وفي التعامل حتى مظهرهم، لم تعد تعرف كيف مُيعت بعض التنظيمات خصوصا في نهاية الموسم، فلقد بات فيها القزع ظاهرة ومحل تنافس بين كثير من اللاعبين. أعلم أنه ليس من المحبب ولا من المقبول التدخل في الخصوصيات أو في الحرية الشخصية لكل إنسان، لكن متى ركنا إلى أن هذه الممارسات حرية شخصية لا حق لنا في التعليق عليها، فأين تهرب كلماتنا من قيم المجتمع ومثله التي تربينا عليها وكانت سبباً في سلامة الكثير من المنزلق الخطر إما تجاه اليسار أو عكسه لليمين. نعترف بأن بعضاً منها لم يكن سليماً ولا يمكن الرجوع إليه، لكن السليم منها لا بد أن نسلم بأنه الأجمل والأجود ونسعى للحفاظ عليه وترسيخه. فالرياضة ليست عراكاً مادياً محضاً فقط، فأخلاق الفرسان لا بد أن تغرس ولا بد أن يكون النبل مبدأ، وأن يرفض الجمهور الرياضي كل ما هو غير حضاري ولا يمثل القيم الطيبة والسليمة التي ننادي بها، من كون خصوصيتنا أساسها أخلاقياتنا الإسلامية. فمتى نحفل وننتمي لهذه الرسالة قولاً وعملاً.
متفرقات
ـ حرك حضور الفرق العربية للأهواز شيئاً مهماً كان مغيباً عن أهل هذه المنطقة العربية التي تعاني بصمت، فكانت الرياضة صوتاً قوياً ينفث فيها حياة الصوت القوي من جديد، ولقد قدمت "الاقتصادية" تقريراً هو الأروع عن هذا الحراك.
ـ عندما يتنازل لاعب محترف عن ملايين تفوق أصابع اليد الواحدة، تقديراً لناديه وظرفه المادي الصعب، مقابل أن يسمح له بمزاولة الركض في مكان آخر، جزء من أخلاقيات ورقي في التعامل لا وجود لها في القانون المكتوب.
ـ عدد من لاعبي الأندية ترسخت لديهم أهمية الصدقة الجارية قبل كل نزال، فتراهم يودعون مبلغا من المال عند من يثقون به ليقوم بتوزيعه يوم المباراة، أخلاقيات أسسها الدين وأصبحت مجال تنافس في البذل وطلب معونة العزيز الحكيم.
ـ ترديد عبارات شكر الوالدين وأهمية رضاهما وبأن ما يحدث مرجعه وسببه دعاؤهما الصادق بالتوفيق من أجمل عبارات البر ومن أحب ما نحب سماعه، فهو عرفان وتتويج لمسيرة من ربى وتعب وسهر، فهم شركاؤنا في كل تفاصيل الحياة وأفراحها قبل أحزانها.

الخاتمة
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال "ما يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من حسن الخلق".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي