رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


اختبار القدرات بين المطالبات والإصرار

تتردد مطالبات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بإلغاء اختبارات القدرات بكل أشكالها، في مقابل إصرار على أن هذه الاختبارات تخلو من الحكم المزاجي وأنها تقدم نفعا كبيرا لمستقبل التعليم والتوظيف. وبين الفريقين كثير من الأفكار الحائرة للميل هنا تارة والميل هناك تارة أخرى. والحقيقة أنه يبقى كلا الطرفين على حق. فالطلاب والطالبات يرون أن تطبيق هذه الاختبارات بطريقة تؤثر في قياس قدراتهم العلمية الحقيقية مؤشر غير عادل للقياس. في حين يرى أنصار هذه الاختبارات أنها تقدم حلا سحريا لتقييم القدرات العامة والخاصة للأفراد. ويبقى السر المفقود بين الطرفين هو الممارسة والتأهيل لاجتياز هذه الاختبارات دون الإضرار بمستقبل الشباب من الجنسين.
بغض النظر ما إذا كانت هذه الاختبارات قد أعدت بمقاييس علمية تتلاءم مع واقع المجتمع العلمي المحلي، وهل هذه المقاييس فعلا قادرة على قياس المستوى الحقيقي للقدرات في كل البيئات والظروف التعليمية، أم أنها تختلط كثيرا بمقومات الحظ والصدفة التي قد تصيب أحيانا وقد تفشل أحيانا أخرى.
أهم المشاكل التي تواجه الطلاب والطالبات في هذه الاختبارات هي خوضهم تجربة جديدة لم يتمكنوا من الحصول على معلومات مساعدة للتعامل معها، ودون تدريب في كثير من الأحيان. إضافة إلى إرهاقهم بالمتطلبات الأخرى من أدوات القياس العلمية للاختبارات الدراسية التي تعد منتهى كل مشروع علمي، يسعى الطالب إلى اجتيازه ليثبت لنفسه ومجتمعه قدراته التي تمرن عليها وإظهار درجة إتقانه فيها.
أيضا من أبرز مشكلات اختبارات القدرات والقياس أنها أتت كحلم الليل المزعج، بدأت متجهمة وأفسدت مستقبل الكثيرين ـ من وجهة نظرهم على الأقل ـ واكتسبت هذه السمعة المظلمة التي أصبحت وعيدا لكل من يسير على خط العمر، سيأتي اليوم الذي توضع فيه تحت مقصلة القياس وترى كيف يُنهى مستقبلك.
يبقى قياس القدرات أمرا نسبيا يجب ألا يعطى وزنا عاليا حتى لا يلغي ما يسبقه من مسيرة علمية، ولا يهمش القياس العلمي والتحصيلي الذي ينمو مع الطالب بتدرجه العلمي. لكن القدرات يجب أن يتبعها تبسيط وتسهيل للفكرة حتى يتم تقبلها، وإعداد للبرامج المؤهلة لاجتيازها وتحسين قدرات الطالب والطالبة بما يعود بالنفع على الأمة وعلى الشخص ذاته. وأن تبقى ذات وزن أقل في التأثير في المقياس العام لعوامل قياس المستوى العلمي والثقافي. وتبقى فكرة قياس القدرات فكرة رائدة تحتاج إلى آلية عملية لتحقيق الفوائد المرجوة منها، نأمل أن تتحقق قريبا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي