رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الجيوش المجهرية

عرفت موسوعة ويكيبديا: الحرب البيولوجية بالإنجليزية Biological Warfare، وهي الاستخدام المتعمد للجراثيم أو الفيروسات أو غيرهما من الكائنات الحية وسمومها التي تؤدي إلى نشر الأوبئة بين البشر والحيوانات والنباتات، وسبل مقاومة هذه الأوبئة ومسبباتها. ويطلق البعض على هذا النوع من الحروب اسم الحرب البكتيرية، أو الحرب الجرثومية.
بدأ التحضير لهذه الحروب في المختبرات التابعة لأجهزة مخابرات الدول المتحاربة حينذاك، التي كانت تنتج الغازات السامة والفيروسات القاتلة التي يتم استعمالها بغرض قتل المدنيين جميعا دون تدمير ممتلكاتهم المادية ومدنهم، والتي استعملت فعلا في اليابان وجنوب شرق آسيا.
لا أحد يستطيع أن ينكر أن "جيوشا جرثومية" يتم تحضيرها يوميا وتجربتها في مكان ما، ومن ثم إثارتها في دول عديمة الحيلة، وقادرة على دفع قيمة الدواء لاحقا. أحسب أننا لم ننس بعد الكذبة الكبرى لإنفلونزا الخنازير ..! وكيف تورطت في أرباحها شخصيات كبيرة في السياسة والاقتصاد ومنظمة الصحة العالمية التابعة للأم المتحدة حين ذاك! انتهت الكذبة بعد أن استقطعت من شعوب العالم مئات المليارات في تركيبة دواء دون ريب فقد تاريخ صلاحيته قبل أن يحتاج إليه أحد. الأمريكان بعد احتلال العراق أدخلوا معهم فريقا متخصصا في الحرب الجرثومية، الذي ظل يجرب تطوير أنواع محددة من السموم على الحيوانات والشجر والبشر. وكانت بعض هذه التجارب يتم تجريبها على سجناء أبو غريب، التي انتهت إلى الوفاة أو العمى أو الجنون والسرطان ونتائج مروعة جدا.
في كل الوثائق التاريخية عن الحربين العالميتين الأولى والثانية تؤكد السعي المجنون بين الدول المتحاربة إلى "تطوير المرض" بحيث يكون أقوى من علاجاته المتعارفة. القصة ليست معقدة كما يخالها البعض، الإنسان الماكفرلي والبراجماتي الذي كان يمارس السطو المسلح على الدول العاجزة عن الدفاع عن نفسها، والمنطق السياسي الذي يعتبر مقتل مليون طفل عراقي ثمنا غير مرتفع في سبيل الوصول إلى ثرواته، ورسم خرائط سياسية جديدة. وتدمير البلاد بإنسانها وحضارتها ومدنيتها، يجب ألا نشعر بالذعر إن فكرنا بفرضية الجيوش الجرثومية - على دول النفط ونهب المليارات من خلال هذه الحرب البيولوجية البسيطة والقذرة جدا. لا أملك يقينا تجاه هذا القول، وليس بوسعي أن أقدم دليلا محسوسا ينتهي بأحد إلى تصديق هذا الاحتمال الممكن سوى هذا التسلسل المريب للفيروسات، وهذه الاكتشافات في التوقيت المناسب تماما لشيوع الذعر وتحديدا في الجغرافيا الأكثر ثراء لظهوره دائما، فهي لا تظهر في دول متهيئة أكثر لظهور الأوبئة والبيئة المساعدة والمساندة لانتشارها فيها.
وعلى نحو المصادفات السعيدة لشركات الأدوية تظهر فقط في الدول النفطية وغالبا الخليجية. يوجد دوافع مالية هائلة، تجعل الحرب الجرثومية ونظرية الجيوش المجهرية مع الوفرة المالية لدول الخليج مع ارتفاع الموارد المالية والنفطية احتمالا قريب الوقوع أو شكًّا له ما يبرره. وربما ليس من الحكمة التسليم بنفيه دون دليل مع قرائن استمرار تكرار استهداف المحاصيل الزراعية بآفات مطورة لغرض بيع منتجات زراعية باهظة الثمن في دول عربية، من قبل هذه الدول العريقة جدا في التطور والمدنية مع انحطاط ينافس إبليس الرجيم في الأخلاق، والغايات التي تبرر الوسائل وتبيح المقدمات. إنفلونزا طيور وخنازير بالأمس القريب، واليوم الجمال، وغدا ما لا نعلم، إلا أن القصة الحزينة ستنتهي بالنهاية السعيدة ذاتها، وهي الدفع الذي يرسم ابتسامة الرضا على شفاه الضحية والقاتل. مما يفرض علينا تنمية إنسان هذا البلد معرفيا وعلميا، وأن نستجلب العقول والعلماء، وأن نوليهم بعض كرمنا على الهدافين في لعبة كرة القدم، وبسرعة فائقة، وبجدية من يواجه حربا قد تنكرت في فيروس نقف أمامه في كل مرة إن استمر جهلنا حائرين وعاجزين وضحايا، وينبغي ألا نسقط تماما من حساباتنا الحرب البيولوجية لأغراض اقتصادية أحيانا، السياسة الاقتصادية تستبيح كل شيء لتصل إلى ما تُريد عند بعض البشر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي