رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


سماءُ وِد

اليوم سأحب حديثي إليكم جدا.
أحدثكم كيف أن الروح الإنسانية الجميلة المحلقة هي الأساس. أحدثكم بأن الطيبة هي التي تغلب وإن كان ما يظهر لنا في الدنيا شرا وخرابا وحربا وكرها هو كما تطفو الأشياء فوق سطح المحيط فلا يعني هذا أن المحيط ليس موجودا. إن القليل الخفيف هو الذي يطفو. أحياناً لا ننجح في رؤية الأشياء، ليس لضعف وجودها، بل لقوة وجودها.
في تلك الليلة التي أقامتها جمعية "ود" في المنطقة الشرقية، التي ترأس مجلس إدارتها المحبة لمجتمعها وناسها نعيمة بنت عبد الرحمن الزامل، لمستُ السماءَ فعلا. والذي جعلني ألامس سقفَ السماء هو برنامج، أو مشروع "سماء ود". وسميته برنامجا قاصدا، لأن من طبع البرامج البقاء والاستمرار. والمشاريع من طبعها أن تبدأ ثم تنتهي. وسماءُ ود، سيكون - بإذن الله - انعكاسا لمعنى السماء، آفاقا مفتوحة.
انظروا أن شخصياتٍ ناجحة كان بمقدورها أن تغني نفسها بأعمالها التي تخصها فتملأ كامل يومها، إلا أن هذا المحيط من المحبة في أعماقه أثمن قيمة وأغلاها. الدكتورة منيرة الباحسين وهي عضو مجلس الإدارة في جمعية "ود"، والقائمة على مشروع سما ود، حققت أهدافا كبرى معا كلنا نتنماها، ليس لنا، لكن لخير مجتمعنا وأهلنا. الدكتورة منيرة ترأس هذا البرنامج التي تضع فيه طالبات الثانوية أفكارا تنموية عملية تطبق على الأرض فتكون ذات فائدة مباشرة على المستفيدين، كما أنها تشرف على إعداد الفرق والبرامج. والشيء الثالث، وهذا ما يحبه العاملون في الشأن التطوعي بشغف هو استمرار الهياكل الإدارية في تناسقها، ببقاء مستويات إدارية عاملة في المتابعة والتعويض والتوسع. الدكتورة منيرة تركت حرية كبيرة لشابات بالجمعية العمل في حقل واسع من الحرية واكتساب الخبرة بالتجربة.
على أني لا بد محدثكم عن شخصية أحترمها وأقدرها جدا وهو الدكتور خالد الغامدي، واحد من أشهر المطورين الإداريين والاستشاريين في تنمية المهارات الفردية الجماعية والتنظيم والتنسيق العملي الحديث في رفد البرامج وفرق العمل لتؤدي دورها بأعظم فائدة بأقل تكلفة، مع بقاء ثقافة إدارية علمية تنموية تصبغ كل من يتدرب تحت يديه. وحس الدكتور الغامدي عالٍ جدا في مسألة العمل التطوعي فهو من قدم لنا زبدة خبراته في جمعية العمل التطوعي وأسهم في إنهاضها. وقدم الدكتور للمشرفات على فرق "سما ود" التدريب الشخصي من وقته، ما جعل برامجهن وأعمالهن التي تقدمنَ بها مُبهرة.
أختم حديثي عن فريق من البنات مهم جدا، وأبكانا في الفترة المخصصة للرجال من فرط جمال العمل وعلو همته الإنسانية وهي مجموعة الصغيرات اللاتي قدمن العمل التطوعي الخاص برعاية الفتيات من عمر 20 إلى 30 سنة ممن تعرضن للعنف الأسري، وتطويرهن وتنميتهن ذاتيا ومهاريا.. وتحقق ذلك فعلا، وبامتياز.
مرة أخرى، أتحدث عن فتياتٍ في ريق العمر .. ما شاء الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي