57 % من الطلبة السعوديين يفضلون «التقليدية» في التعبير عن آرائهم
قالت دراسة قامت بها مجموعة من الأكاديميات السعوديات، ارتفعت حرية التعبير لدى الطلبة الجامعيين عن السابق بمراحل كبيرة إلا أن الأدوات والوسائل المستخدمة منهم في التعبير عن آرائهم "لا تزال تقليدية".
وبينت الدراسة التي تحمل عنوان "أسباب ودوافع استخدام طلاب وطالبات الجامعات السعودية للإعلام الجديد للتعبير عن الرأي وعلاقتها بالأنظمة الجامعية"، وتعد الأولى من نوعها، أن تقديم الشكاوى بالطرق التقليدية لا يزال هو الأسلوب الأكثر استخداما من الطلاب والطالبات في عينة البحث للتعبير عن رأيهم والمطالبة بحقوقهم الجامعية، وبلغت نسبتهم 57 في المائة. أما استخدامهم لوسائل الإعلام الجديد سواء منتديات الجامعة أو موقعها الرسمي، أو النشر في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر، فيسبوك، إنستاجرام، كيك" تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأساليب والوسائل التي يستخدمها أفراد عينة الدراسة وبلغت نسبتهم 32 في المائة.
وهدفت الدراسة إلى قياس مدى حرية الرأي والتعبير في الجامعات السعودية وربطها بالأنظمة والقوانين المعمول بها في مؤسسات التعليم العالي، وأعدها فريق عمل من طالبات أول دفعة في برنامج دكتوراه الإعلام في كلية الإعلام والاتصال في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهن: الأميرة موضي آل سعود، ونوير الشمري، وندى الصالح، ورانيا الشريف، وفوزية الحربي، وآلاء الزومان، وهديل اليحيا، فيما شارك 230 طالبا وطالبة من مختلف الجامعات السعودية.
وبينت الدراسة أن طلاب وطالبات الجامعات السعودية في مقدمة الشباب السعودي من حيث استخدام موقع اليوتيوب، باعتباره وسيلة لحرية التعبير والرأي عن القضايا التي تهمهم.
وتتمثل أبرز القضايا التي يتابعونها على اليوتيوب وتتعلق بحياتهم الجامعية: القضايا المتعلقة بحقوقهم التربوية وما قد يتعرضون له من ظلم من قبل أعضاء هيئة التدريس أو إدارة الجامعات المنتمين إليها، إضافة إلى مشكلات التنظيم والقبول في الجامعات، ومشكلات السنة التحضيرية، كما تأتي المشكلات والقضايا المتعلقة بالأمن والسلامة داخل الجامعة، وحق السكن الجامعي، وقضايا الاختلاط والإعانة الجامعية، ضمن أهم القضايا التي يحرص الطلاب والطالبات في الجامعات السعودية على التفاعل معها عبر اليوتيوب.
ونوهت الدراسة بأن النسبة الكبرى من أفراد العينة اطلعوا على الأنظمة والقوانين الجامعية وحقوقهم وواجباتهم فيها حيث بلغت نسبتهم 55 في المائة، في حين بلغت نسبة من لم يطلعوا على هذه الأنظمة والقوانين 45 في المائة، مشيرة إلى أن الجامعات عموما خصصت بنودا متنوعة تستهدف رأي الطلبة وقضاياهم والأساليب الأنجع في حل المشكلات التي يعانونها خاصة مع الكوادر التعليمية، في حين خصصت بعض الجامعات استمارات تقييم إلكترونية لتقييم أداء الأساتذة والعاملين فيها من قبل الطلبة.
واعتبر فريق عمل الدراسة، أن نسبة حرية التعبير عن الرأي لدى طلاب وطالبات الجامعات السعودية قد ارتفعت كثيرا عن السابق مواكبة التقدم في وسائل التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيره، حيث بلغت نسبة من أقروا بتمتعهم بحرية الرأي حول القضايا التي تخص تعليمهم الجامعي 64 في المائة في حين بلغت نسبة من لم يقروا بذلك 36 في المائة. وكشفت النتائج أن الأغلبية من الطلاب والطالبات في عينة البحث يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في التعبير عن المشكلات والقضايا الجامعية التي تهمهم، حيث بلغت نسبتهم 69 في المائة، في مقابل 31 في المائة لا يستخدمون هذه الوسائل في التعبير عن رأيهم في المشكلات والقضايا الجامعية.
وأوضحت نتائج الدراسة أن تويتر يأتي في مقدمة وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الطلاب والطالبات في عينة البحث للتعبير عن آرائهم بنسبة بلغت 80 في المائة في حين أن أبرز القضايا الجامعية التي يستخدم الطلاب والطالبات وسائل الإعلام الجديد للتعبير عن أرائهم فيها تتمثل في الآتي: المشكلات مع الأساتذة من حيث: صعوبة الاختبارات، عدم القدرة على التواصل معهم، عدم توفير الكفاءات اللازمة، الإرهاق في التكاليف، عدم الاهتمام بحق الطالب بالاعتراض على تعامل بعض الأساتذة من ناحية التعامل أو التدريس، استهزاء بعض الدكتورات بالطالبات، عدم الاهتمام برعاية مواهب الطلاب أو مراعاة الفروق الفردية، عدم احترام وجهات نظرهم، وعدم وجود خطة واضحة لتقييم الطالب، إضافة إلى قلة الأقسام الجيدة والتخصصات المناسبة للطالبات، عدم توفير المباني المناسبة للدراسة الجامعية، عدم وجود إنترنت في المبنى الموجود بالفعل، قلة المكافأة الجامعية، وازدحام القاعات.