روح الاتحاد
علاقة عشق وحب بين العميد وجماهيره عنوانها أنت في سويداء القلب، مكانك لا ينازعه سواك. قد تلتفت كل أطياف الكيان تجاه أهداف خاصة أو مصالح معينة غير أن المدرج ثابت يردد:
إن في بُرديّ جسم ناحل
لو توكأت عليه لانهدم
غير أنهم حولوها من انهدم إلى انتصر، نعم هم الدافع وهم الوقود، فالعشق لديهم حالة خاصة لا يعرف مكنونها سواهم، فتكاد تقول إن الفريق قد يسير بدعم المدرج فقط.
نور وهزازي غادرا بفعل الاحتراف ولكنهما كغيرهما شربا من نبع المحبة الأصفر، فحضرا يزفان فريقهما لدور الستة عشر الآسيوي كأول ناد سعودي يجتازه بمدرب وطني.
تكوين الاتحاد يقتضي العشق فقط لمن أفرحهم كثيراً وتغنوا ببطولاته زمنا. فمن أراد الكيان معبراً لهدف شخصي أو رغبة في الظهور سيعبر من قلوبهم ليستقر خارجها، فلماذا لا يدرك المختلفون ذلك؟ وكيف يفكرون في غير العطاء الذي يكسبهم تعاطف ومحبة مدرج كامل؟ ومتى تنتهي شخصنة الخلاف ويمسكون برباط التكاتف يجمعهم ولا يفرقهم.
الجواب فتشوا عنه في قلب محمد السليمان الذي يعمل بصمت يبث الحماس ليس له صورة، وحضوره في قلوب محبي العميد، لله درك يا دكتور تعمل بصمت في تفانٍ وجد، فتشوا عن حقيقة المعدن الأصيل وكيفية الحب بصمت لدى طارق الشامخ يتحدث عن الرابطة وعن تكاليف تجهيزاتها وأدواتها لمن سأله بأن ثمن ذلك كله الحب في قلوب عشاق العميد.
أنموذجان كملهما القروني المدرب عاشق التحدي، حيث وقف في وجه العاصفة مختاراً إكمال الطريق والمهمة، أعاد تنظيم الكتيبة ورص صفوفها بعد فرقة فأعاد اكتشاف قدرتهم من جديد وأعاد وهج عبد الفتاح عسيري نجماً من جديد، أما مختار فلاتة فهو قصة وحده اكتشف نفسه بنفسه وأعاد بتصميمه حسه التهديفي على الرغم من صعوبة مهمته كونه يلعب أغلب المباريات دون صانع ألعاب، أحد محبيه يقول إنه "المخ".. هذا اسمه الجديد ليقدم شكره للشباب الذين أخذ منهم الرأس وأعطاهم المخ ليصافح المونديالي آسيا من جديد.
والآن بعد أن بدأت أولى خطوات ترتيب البيت من الداخل فالأمل أصبح كبيراً لدى المدرج الصابر، فلماذا لا يعود للاتحاد وئامه؟ وكيف تعود له قوته ليضرب من جديد؟ فالرغبة كبيرة في أن يتم تجاوز كل الماضي بخيره وشره، وأن يقال للمحسن أحسنت ولمن اجتهد وأخطأ شكراً على قدر اجتهادك ولا تلام بعده.
إبراهيم البلوي الآن أصبح الحمل كبيرا أكثر من ذي قبل والمهمة تتطلب الإيفاء بالوعود الانتخابية، فالرضى بما يحدث الآن ليس الطموح ولا منتهى رغبات الاتحاديين، فمن الموسم المقبل ستكون التعاقدات وطريقة إعداد وتجهيز الفريق تحت مسؤولية إدارة النادي مباشرة ولن تعذر كما في هذا الموسم لأن العمل ليس عملك والاختيارات لم تكن اختياراتك، فالجماهير تقول متى يبدأ العمل للموسم القادم ومتى يرون البصمة الإيجابية للعمل في الموسم المقبل، فهم مجانين بحبهم صادقون في عاطفتهم تجاه متنفسهم الكبير فكلهم أمل في ألا تخذلهم.