معرض الكتاب .. استخدام التقنية يقابله غياب تنظيم الأسعار

معرض الكتاب .. استخدام التقنية يقابله غياب تنظيم الأسعار
معرض الكتاب .. استخدام التقنية يقابله غياب تنظيم الأسعار
معرض الكتاب .. استخدام التقنية يقابله غياب تنظيم الأسعار

أسدل معرض الرياض الدولي للكتاب ستاره وسط تطور ملاحظ عن الأعوام الماضية، ووعود من وزارة الثقافة والإعلام أن تكون المعارض المقبلة في غاية التنظيم والترتيب.

وبالرغم من عدم توافر آلية إحصائية دقيقة، إلا أنه بحسب المؤشرات التنظيمية، فإن النسب التي تحققت تعد إيجابية ومحفزة، مما يحسب للجهة المنظمة "وزارة الثقافية والإعلام".

ولعل التوسع الذي شمل عددا من دور النشر المشاركة الذي وصل إلى 900 دار محلية وعربية وعالمية، وتقليل مساحات الجهات الحكومية، والتنوع على مستوى الضيوف والمهتمين بمختلف الأنماط الثقافية والفنية والإبداعية، جعلت من المعرض فرصة لعقد لقاءات شتى تناولت مجالات الثقافة من أدب وحوار وإعلام جديد ونقد وتصوير وكاريكاتير وغير ذلك.

ولعل مما يسجل للمنظمين هذا العام خلو المعرض مما يعكر الأجواء الثقافية، وتنامي خبرة العاملين في المعرض، مما أسهم في تلافي الأخطاء السابقة في الأعوام الماضية.

فالملاحظ طيلة أيام المعرض التوافق الذي جمع بين الجهات العاملة في المعرض، فهناك تآلف بين رجال الأمن وجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع إدارة المعرض، مما أسهم في النجاح.

#2#

ويبدو أن قضيتي ارتفاع أسعار الكتب المعروضة في بعض دور النشر العربية، ووجود بعض المؤلفات التي تشكل خلافاً ورفضاً لدى المجتمع السعودي، قضيتان لم تستطع اللجنة المشرفة على المعرض حلهما، فالقضيتان أصبحتا مزعجتين للجميع، خاصة أن هناك من يرى هناك تعمداً لإثارة مثل هذه الأمور كل عام.

ويرى بعض المثقفين أن الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض تحتاج إلى إعادة نظر وتأن في اختيار الموضوعات والأسماء، وألا تكون محصورة في شخصيات تتكرر كل عام، مشيدين بوجود مسرحيات من ضمن فعاليات البرنامج الثقافي.

ومن الملاحظات التي رصدناها نقلاً عن زوار المعرض، المبالغة في أسعار خدمات شحن الكتب والتغليف، إضافة إلى المبالغة في زيادة أسعار المشروبات والمأكولات.

إلى ذلك، أكدت جمعية الناشرين السعوديين ترحيبها بالتعاون مع اللجنة المشرفة على معرض الكتاب لضبط الأسعار، مشيرين إلى أنهم عرضوا ذلك على اللجنة إلا أنها امتنعت عن التعاون.

وقال لـ "الاقتصادية" أحمد الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين، إن معرض الكتاب لهذا العام استوعب جميع الناشرين السعوديين، وإن أبرز ما ميز معرض الكتاب لهذا العام هو حسن التنظيم واستخدام التقنية الحديثة عبر أجهزة البحث الآلي التي أسهمت في خدمة الزائرين، موضحاً أن تجاوب وزارة الثقافة والإعلام مع الناشرين السعوديون والأجانب أسهم في نجاح معرض هذا العام.

وأضاف الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين، استعدادهم للإفصاح عن دور النشر التي تستغل هذه المناسبة الثقافية لجني أرباح كبيرة، وأن تتجدد الشكاوى من ارتفاع أسعار الكتب في معرض الرياض ليس بالأمر الجديد، مشيراً إلى وجود أصحاب دور نشر عربية لا هم لهم سوى رفع الأسعار والتلاعب بها، ليجمعوا أموالاً طائلة.

وأفصح الحمدان عن أنه لا يوجد أي تعاون بين الجمعية وإدارة المعرض، مبيناً أنهم عرضوا على المشرفين على المعرض التعاون إلا أنهم امتنعوا "لأسباب نقدرها لهم"، مرحباً بأي تعاون يفيد القارئ في هذا المجال.

واعتبر الحمدان أن معرض هذا العام يعد الأقل مشكلات مقارنة بالأعوام الماضية، وأن المنظمين استفادوا من أخطاء المعارض السابقة وصححوا مجملها، منوهاً بخطوة المعرض بفتح البيع عبر الشبكة المصرفية، وأنها خطوة هي الأولى على مستوى المعارض العربية.

وحول اعتراض بعض المحتسبين على بعض المؤلفات التي تتضمن تجاوزات، وهل هناك لجنة للنظر في الكتب قبل عرضها، قال الحمدان إن هناك لجنة لإدارة المطبوعات تفسح الكتب التي تعرض من قبل دور النشر العربية قبل مجيئها للسعودية، داعياً إلى أهمية وجود بعض الشرعيين ضمن لجنة الفسح خلال الأعوام المقبلة، وزيادة أعدادهم.

وأبان الحمدان أن الناشرين السعوديون على استعداد كبير للتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام في التعريف عن المتلاعبين في الأسعار، لافتاً إلى أنهم يتفقون مع مطالبات المثقفين والأدباء السعوديين في التذمر من استغلال بعض دور النشر معرض الرياض في رفع الأسعار بنسب عالية، وذلك نتيجة توافر السيولة المالية لدى القارئ السعودي، إضافة إلى تزايد أعداد الزوار للمعرض.

وشدد الحمدان إلى أن إصدار عقوبات تصل إلى الحرمان من المشاركة هي الرادع الوحيد لهم، وقال: "لو تمت معاقبة اثنين أو ثلاثة لأسهم ذلك في أن يتعظ الباقون، وللأسف أن استغلال القارئ السعودي أصبح ظاهرة واضحة".

إلى ذلك أعلن الدكتور عبد الله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام، أن معرض الرياض الدولي للكتاب سينطلق في دورته المقبلة يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر مارس العام المقبل 2015، حتى يبتعد المعرض عن التعارض مع فعاليات معرض مسقط للكتاب.

#3#

وبين الدكتور الجاسر أن سبل تطوير معرض الرياض الدولي لن تقف عند إسدال الستار على أيام المعرض، بل ستتواصل الجهود لتطويره خلال الفترة المقبلة، مشدداً على أن النشاطات ستتواصل بإقامة دورة للناشرين السعوديين والعرب خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لخدمة معرض الرياض الدولي للكتاب.

ووعد الجاسر بأن يكون معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخه المقبلة في غاية الترتيب والتنظيم، مؤكداً أن اتفاقية الوزارة مع معرض فرانكفورت الدولي للكتاب ستسهم في تطوير مجالاته الإدارية والتنظيمية، مشيراً إلى أنهم بصدد توقيع عدد من الاتفاقيات مع معارض الكتاب العالمية، منها معرض لندن الدولي، بهدف تطوير فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب من أجل تشجيع الناشرين على المشاركة وتقديم خدمات مميزة لهم، إلى جانب تشجيعهم على التعاون والالتزام بالضوابط، مؤكدا أن الناشر هو جزء أساسي من تنظيم عمل المعرض.

الأكثر قراءة