خطب الجمعة في القطيف .. وتشجيع على التهدئة
لا تزال الأصداء تتوالى عن البيان المعروف ببيان "علماء القطيف والأحساء"، الذي يدعو الشباب إلى عدم الانجراف خلف توجهات العنف والتطرف، وإدانة استخدام السلاح ضد الدولة أو المجتمع، ولعل أبرز ملمح في هذا البيان الطريقة التي تحولت فيها مواقف البعض إلى محاولة عقلنة الشارع ومنع حدوث الفوضى.
وبدوره اعترف الشيخ عبد الكريم الحبيل – أحد الموقعين على البيان -، اعترف في خطبة الجمعة الماضية أن الحراك الذي انطلق انطلاقة عفوية، قد تحول مساره، وخرج عن طريقه، ورفعت فيه شعارات فئوية تخص طائفة محددة، بينما هي في الأساس مطالب لا يجب أن ترفع إلا بصفة أو طابع "أممي".
وركز الحبيل في خطبته التي كانت فيما يبدو استكمالا لما جاء في البيان، على محاور أساسية في إطار ما يحدث في القطيف، من ضمنها (رفع مطالب فئوية, والخروج عن المسار، واستخدام السلاح، والتمنع عن الحضور للجهات الحكومية).
وقال الحبيلان هناك شعارات رفعت لم تكن من ضمن المطالب وخارجة عن أهدافها، وأضاف: "وليس من أهداف الحركة الحقوقية التي خرجت .. ولم تكن هذه مطالبهم ولم يكن هذا هدفهم ولا لأجل هذا خرجوا، فما عسى مما بدا أن تتغير الشعارات وتنقلب الأمور وترفع شعارات هي على خلاف ما خرج لأجله الشباب وعلى خلاف ما طالب به الناس".
كما اعترف الحبيل لأول مرة، بأن هناك استخداما للسلاح وترويعا للأمنين، وفي حديثه الذي قال إنه موجه لأهل القطيف في ما أسماه بحديث "تصحيح مسار"، قال: "استخدم سلاح, ورفع سلاح، وهذا أمر مسلم ولا يحتاج نقاشا وأطلقت النيران...".
وذهب الحبيل إلى أبعد من ذلك فيما وصفه بـالاستخدام السيئ للسلاح وانتشاره بطريقة كثيرة، وقال: "كما أنه أيضا استخدم السلاح استخداما سيئا انتهكت به أعراض، وسلبت به أموال، روعت به الناس، وهجم به على بيوت وعلى محال، فعل ما فعل به، وهذا مرفوض كذلك من قبلنا رفضا باتا".
وقال الحبيل إنه يتساءل عن أسباب "التمنع" عند وجود استدعاء من قبل الدوائر الحكومية وأضاف: "ذلك التمنع مرفوض كذلك، وليس صحيحا حينما تأتي الدولة تطلبك أو يأتون لاعتقالك تتمنع وتتخفى فضلا عن أن تواجه".
يذكر أن هذا الحديث من قبل الحبيل ومن قبله التوقيع على البيان، موقف إيجابي لا ينسجم مع طبيعة مواقفه المعروفة بأخذها منحى تصعيديا، ما قبل البيان.
وكان الحبيل قد قال في خطبة سابقة أثناء تشييع عبد الله الأوجامي، الذي قتلته قوات الشرطة أثناء تسلله مع أربعة آخرين على متن دراجات نارية إلى الجهة الشرقية من مركز شرطة العوامية، وقاموا بإلقاء قنبلة مولوتوف في حين باشر الآخرون إطلاق النار باتجاه المركز، قال الحبيل آنذاك: "إننا لن نتنازل عن تلك المبادئ الحقة، والمطالب الحقة، وإن حراكنا هذا مستمر، حتى تتحقق كل تلك المطالب، ونقول لن نتوقف قط عن هذه المطالب حتى تتحقق مطالبنا، أو نأخذها بأيدينا, لنا حق إن أعطيناه وإلا ركبنا أعجاز الإبل".
وكان الحبيل قد قال في آب (أغسطس) من العام 2012 في خطبة له معلقا على الحادثة التي أدت إلى مقتل أحد رجال الأمن في القطيف: "لا أدري من هذا الذي جاء عند نقطة التفتيش، وأطلق النار على تلك السيارة، والجنود لم يروه، ولم يشعروا به، ثم لم يتمكنوا من ملاحقته، ومع ذلك يتهم بها شباب المنطقة؟ ولا أدري ما الهدف؟".
ورأى الحبيل أن عدم اعتراف العاملين في نقطة التفتيش بأنهم أطلقوا النار "كالعادة"، ومن ثم تستر الداخلية على أخطائهم بإصدار بيانات كاذبة ومغايرة للحقائق، وتحميل أبناء المجتمع تلك الحادثة، وتبرئة الجنود منها ومن جميع الحوادث السابقة، يهدف لتصعيد أجواء الاحتقان والتجييش الطائفي بين أبناء المجتمع الواحد أكثر فأكثر".
وعلق متسائلا: "لا أدري من الذي أطلق الرصاص في المنطقة وأودى بحياة كوكبة من الشباب؟ ولا من أين جاء؟! ربما هو نازل من السماء!
وهل أولئك الذين نزلوا وقتلوا الجنديين عند محطة التفتيش مظليون؟ هبطوا من طائرة هليكوبتر - بحسب تعليقه.