تحول السيولة نحو القطاعات الآمنة يعزز التوقعات بجني الأرباح
تواصل السوق المالية السعودية أداءها المرتفع للشهر السادس على التوالي، بعد ارتفاعها في تداولات شباط (فبراير) بنسبة 4 في المائة، مقارنة بإغلاق مؤشرها الرئيسي "تاسي" في كانون الثاني (يناير) عند مستوى 8760 نقطة.
وبلغ مؤشر "تاسي" مع إغلاق شباط (فبراير) قمة جديدة له بإغلاقه في تداولات الأسبوع الماضي، الأسبوع الأخير من شباط (فبراير)، عند مستوى 9106 نقاط، مرتفعا بنسبة 6.7 في المائة، مقارنة بإغلاق كانون الأول (ديسمبر) 2013م عند مستوى 8535 نقطة.
وكان أداء السوق المرتفع في شباط (فبراير) بدعم من قطاع المصارف، الذي ارتفع مؤشره 7.8 في المائة منذ بداية العام، وكذلك قطاع الأسمنت بنسبة 7 في المائة، وقطاع الاتصالات بنسبة 9.5 في المائة، وقطاع الطاقة بنسبة 4.6 في المائة.
وكان أكثر القطاعات ارتفاعا في الشهرين الأولين من العام الجاري، قطاع التطوير العقاري الذي ارتفع مؤشره بنسبة 19 في المائة، ثم قطاع الفنادق بنسبة 13.6 في المائة، ثم قطاع الإعلام والنشر بنسبة 11.6 في المائة ثم قطاع التشييد والبناء بنسبة 9.5 في المائة.
أما قطاع البتروكيماويات، فكان أداؤه في شباط (فبراير) أفضل من كانون الثاني (يناير)، إلا أن نسبة ارتفاع مؤشر القطاع كانت منخفضة مقارنة بالقطاعات السابقة؛ حيث كانت 1.9 في المائة منذ بداية العام، منها 1.5 في المائة في شباط (فبراير) فقط.
أما القطاعات المتراجعة في شباط (فبراير)، مقارنة بإغلاقها في كانون الأول (ديسمبر)؛ فهمي قطاعا "التأمين" المتراجع بنسبة 7.9 في المائة، و"الاستثمار المتعدد" المتراجع بنسبة 1 في المائة.
#2#
أما قيمة التداولات، فقد بلغت مستوى قياسيا في الأسبوع الأخير من تداولات شباط (فبراير)؛ حيث ارتفعت إلى 39.5 مليار ريال، بنسبة ارتفاع بلغت 20.8 في المائة على المستوى الأسبوعي، مقارنة بتداولات الأسبوع السابق البالغة 32.7 مليار ريال.
وقد زاد هذا الارتفاع من سيولة شباط (فبراير)، التي بلغت 135.2 مليار ريال، وارتفع مُعدّل التداول إلى 6.8 مليار ريال يوميا، مقارنة بمُعدّل كانون الثاني (يناير)، المُقدَّر بـ 6.3 مليار ريال يوميا، وهو الأعلى منذ تداولات أيار (مايو) 2012م.
ويظهر من خلال تحليل قيمة التداولات الشهرية في شباط (فبراير)، اتجاهها نحو قطاعات الأمان كـ "المصارف"، الذي بلغت حصته من التداولات الشهرية 14.8 في المائة، مقارنة بمُعدّلها في كانون الثاني (يناير) المُقدَّر بـ 13.7 في المائة، وبمُعدّلها السنوي في 2013م الذي لم يتجاوز 10 في المائة.
وتضاعفت السيولة في قطاعي "الطاقة" و"التطوير العقاري" من 8.7 في المائة في كانون الثاني (يناير) إلى 16.4 في المائة في شباط (فبراير) في القطاع الثاني؛ ومن 0.5 في المائة في كانون الثاني (يناير) إلى 1.1 في المائة في شباط (فبراير) في القطاع الأول.
#3#
أما قطاع البتروكيماويات، الذي تراجعت حصته من التداولات في شباط (فبراير) إلى 17.9 في المائة، مقارنة بنصيبه من تداولات كانون الثاني (يناير)؛ فما زال فوق مُعدّله السنوي في 2013م المُقدَّر بـ 14.7 في المائة.
أما أنصبة بقية القطاع في شباط (فبراير)؛ فما تزال دون مُعدّلها السنوي في 2013م، باستثناء قطاع التشييد والبناء الذي ارتفعت حصته من قيمة التداولات الشهرية إلى 4.6 في المائة، مقارنة بمُعدّلها السنوي في 2013م، المُقدَّر بـ 4.1 في المائة.
فنياً، لا يزال مؤشر السوق الرئيسية "تاسي" فوق متوسطاته المتحركة الأسية، "متوسط 50 يوما" عند مستوى 8775 نقطة، و"متوسط 200 يوم" عند مستوى 8180 نقطة، وما تزال المتوسطات إيجابية بإغلاق "متوسط 50 يوما" فوق "متوسط 200 يوم".
أما المؤشرات الفنية؛ فتعزز توقعات اقتراب مؤشر "تاسي" من مرحلة جني أرباح متوقعة، خاصة بعد تجاوز مؤشري القوة النسبية RSI وتدفق السيولة MFI مستويات 70 و80، ودخولهما في منطقة الخطر فنياً بإغلاق مؤشر RSI فوق مستوى 70، وإغلاق مؤشر MFI فوق مستوى 80.
#4#
أما مؤشرا الـ Bollinger والـ MACD فما زالا في وضع إيجابي فنياً، باستثناء القراءة الفنية لمؤشر الـ MACD Histogram التي تتوافق في تحذيرها مع مؤشري RSI وMFI.
ومن المتوقع في التداولات القادمة دخول المؤشر في مرحلة جني أرباح، وفق المعطيات والقراءة لمؤشرات السوق الفنية، فبعد اتجاه السيولة نحو قطاعات الأمان، التي تلجأ إليها عادة قبل جني الأرباح؛ لوحظ دخول المؤشرات الفنية في مرحلة التحذير.
ودفعت السيولة قطاعات الأمان إلى الارتفاعات التي شهدها مؤشر "تاسي" في ارتفاعات شباط (فبراير) وكانون الثاني (يناير) الماضيين.
وقد يصطدم المؤشر بمقاومة 9145 نقطة، التي قاومته في منتصف تداولات تموز (يوليو) 2008م، وقد ينجح في تجاوزها بدعم من سهم "سابك"، المتوقع اصطدامه بمقاومة السهم عند 116.75 ريال في تداولات الأسبوع الجاري، وقد يتجه المؤشر إلى مستوى مقاومة 9517، التي قاومته في مطلع تداولات تموز (يوليو) 2008م.
وفي كلا الحالين، يظل مؤشر "تاسي" في مرحلة توقعات فنية بدخوله في مرحلة جني الأرباح، ويؤكد ذلك الارتفاعات في قيمة التداولات اليومية التي تعد سلبية عند اقتراب المؤشر من نقطة مقاومة وتضخم المؤشرات الفنية.
أما نقاط وقف الخسارة المرشحة، فهي نقاط دعم مؤشر السوق عند متوسطاته المتحركة 8775 نقطة و8180 نقطة، ويبقى مؤشر "تاسي" في مساره الصاعد ببقائه فوق متوسطاته المتحركة حتى إن جنت السوق أرباحها.