همسة في أذن سامي
مرحلة جديدة استبشر بها الوسط الرياضي من خلال تدشين سرعة تجهيز وتقديم المدرب الوطني بُعيد اعتزاله في خطوة تطويرية يدخل بها أحد الكوادر التي تميزت على البساط الأخضر وشهد لها الجميع بحسن الحديث والثقافة العالية مباشرة بقيادة الفريق الأول من غير أن ينتظر كمساعد مدرب أو العمل في الدرجات السنية. كانت قفزة نوعية توقعنا توفير كل العوامل المساعدة خصوصا من رئيس النادي الذي كلفه بالمهمة وأخبره بأنه سيكون بجانبه غير أن ذلك لم يحدث .. نعم سامي الجابر المدرب لم تتم مساندته فالذاكرة ما زالت تحتفظ بسفر الرئيس وابتعاده بداية الموسم ومن ثم استقالة النائب بعد أن ترك مكانه شاغراً فترة من الزمن. تخيلوا سامي الأخطبوط أصبح المدرب وفي الوقت نفسه هو الرئيس والنائب والمتحدث الرسمي حتى كاد يسقط من الإعياء ولم يرحمه من هذا كله سوى تألق النصر وعودته من جديد فحتم هذا الظرف الاستثنائي بأن يتكاتف الجمع من جديد فبدأت مسيرة التصحيح بترشيح نائب جديد يخلف الحكيم نواف بن سعد بعد رحيله ومن ثم تدخل عضو الشرف الداعم بشكل كبير من أجل صفقة كريري التي أُريد منها معالجة الخلل في العمق الدفاعي.
تنفس سامي الجابر الصعداء وبدأ يجد المٌناخ المثالي كي يعمل ويتفرغ للميدان بعد أن تعب كثيرا في مداراة ومعالجة متطلباته خارجه، فبات الهلال أقرب للقمر فأحس الهلاليون بأن ثقتهم لم تذهب سدى وبأن جابر عثرات الهلال سيقودهم لطموحهم الآسيوي بعد أن اكتوى المدرب سامي بسياط عدد من كتاب الكتيبة الزرقاء في هجوم مركز بغية تحميله كل أخطاء المرحلة وتبعاتها في نقد هو أقرب للتشفي والتجريح منه للموضوعية.
هنا يحق لمن وقف مع سامي أن يتساءل لماذا تركتموه وحيدا؟
لماذا لم تقفوا هكذا قبل أن يهزم النصر بالأربعة؟
كيف كبر الكتكوت سريعا؟
تذكرت مقولة أرددها بين حين وحين مفادها "التنافس مع الآخرين لأجل النجاح لا يمنحك حق تكسير مجاديفهم أو الارتقاء على أكتافهم، قد تكسب السباق، ولكنك حتماً ستخسر إنسانيتك".
نعم ياسامي إنه التنافس على المدرج الهلالي محبته وتبعيته ولذلك من صدقوا في نقدك أرادوا لك أن ترى الشيء كما هو على الطبيعة وأن تتغير وتحسن عملك وجهدك، بيد أن ظلم ذي القربى أشد مرارة فكم من قلم ظننته عوناً غير أنه لم يكن كذلك بل تهكموا وزادوا في نقدهم حتى وصل إلى منزلق خطير، بعض إعلام ناديك خذلك كما خذلتك الإدارة بداية الموسم. قد تكون استعجلت أنت في البداية لكن الآن التراجع صعب، فكما طوعت الإدارة بمساندة حب الجماهير فهل ستطوع من انتقدك من الأقربين أم ترحل بعد أن تلملم بقايا سهامك داخل كنانتك لترحل باحثا عن طريق جديد لبداية أصعب من الراهنة.
الخاتمة :
الاحترام سلوك متبادل، فلا يمكن أن تجده من الآخرين ما لم تقدمه لهم، وقد قيل الاحترام أجمل ما يتركه الإنسان في قلوب الآخرين.