القائد حسين عبد الغني
حين هممت بالكتابة عن حسين عبد الغني دار بمخيلتي مشواره مع كرة القدم وتقلباتها مع الفتى الذهبي، مشوار بدأه مهاجماً في درجة الناشئين في النادي الأهلي غير أن الخبير أمين دابو قرر تغيير موقعه على خريطة الفريق لينقله إلى مركز الظهير الأيسر، نجح وأبدع فكان خير خلف لسلفه محمد عبد الجواد، ملأ المركز باقتدار فأصبح النجم الكبير في ناديه وركيزة أساسية في المنتخب، تكللت نجوميته بترشيحه مرتين متتاليتين للعب مع منتخب نجوم العالم 1998، والثانية عام 2006، ولكنه كان مصابا فتم ترشيح زميله خالد مسعد بديلاً عنه، شارك في ثلاثة نهائيات لكأس العالم أكسبته خبرة وأعطته ثقة مكنته من اكتساب صفة القائد والمربي والموجه لزملائه في وقت واحد، غير أن الزين ما يكمل، فحرصه الشديد وكراهيته للخسارة سببت انفعالات كان صداها تراكميا طوقت النجم المتوقد حماسا بانفعالات وهتافات مستفزة أسهمت في خروجه عن النص كثيراً، ساعد في ذلك سيادة مناخ إعلامي مهمته تصيد الأخطاء وليس تقويمها، فبدأت كرة الثلج تكبر بينه وبين لاعبي الفرق المنافسة، فخاض معارك كثيرة خارج الملعب على البساط الأخضر بفعل مماحكة ومشاحنات يغذيها من لا يريد للكرة أن تبقى في حدود التسعين دقيقة.
الأهلي لا يحافظ على مكتسباته فباب النادي مفتوح لمغادرة من يصبحون نجوما وقادة في مكان آخر، معضلة لا يمكن حلها ولا فهمها لمن هم بعيدون عن الكيان الراقي فقط نشعر بها ونراها عيانا بيانا، لكن أهل البيت هم أعرف بشؤونه، غادر حسين إلى سويسرا في تجربة احترافية خارجية مع نيوشاتل عام 2008، نجح في تجربته فأتاه عرض من نادي النصر الذي يبحث عن قائد يسهم في البناء الجديد للكيان المتعطش لعهده الزاهر من جديد، قدم وحط رحاله وهو قائد المنتخب السعودي حينها، ولكن بعد فترة بات خارج التشكيلة المعلنة طعنة وكسرة لظهر الفتى الطامح غير أن ما عرف عنه من قوة شخصية وشدة في التحمل جعله يضع كل شيء في مسار التحفيز وفي خانة الأمل القادم، فترك الشراسة الإعلامية التي واجهته جانباً، ومضى يشد عزمه بحرص وتنظيم احترافي لحياته اليومية فبات مضربا للمثل وقدوة تقدم كأنموذج في صناعة الذات وتحدي الصعاب، كثيراً ما أذكرها مع عدة نماذج نعايشها أستدل بها أمام الطلاب في كيف تصنع نجاحك رغم التحديات؟ وكيف تنجح متى أردت ذلك دون الالتفات للمعوقات وكيد الآخرين، خالد الغامدي في لقاء مصطفى الآغا يقول حين أراه يركض ويهاجم بكل قوة أخجل من نفسي فأسعى لبذل المزيد، قدوة حاضرة ومحفز تتعايش معه هي حالة لاعبي النصر مع قائدهم، توج مسيرة الصراع برفع كأس ولي العهد كقائد لفريق النصر، فهل ستساعده الأقدار بأن يرفع كأس الدوري بعد ذلك؟ بقي أن أذكر في الختام أن حسين صانع الألعاب المميز الآن في الكتيبة الصفراء، راجعوا أهداف الفريق كي تتأكدوا من ذلك، فقد نجح في تسخير كل خبرته ومهارته لاصطياد شباك المنافسين من خلال رسم الهجمة الهدف لزملائه.