بدء إجلاء الدفعة الأولى من أهالي حمص المحاصرة

بدء إجلاء الدفعة الأولى من أهالي حمص المحاصرة

بدأت أمس عملية إجلاء الدفعة الأولى من المدنيين المحاصرين في أحياء مدينة حمص القديمة وسط سورية، تنفيذًا لاتفاق بهذا الشأن بين الأمم المتحدة ونظام الأسد. وتشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص المتوقع إجلاؤهم يبلغ نحو 200 شخص، معظمهم من النساء والأطفال دون سن الـ 15 والرجال فوق 55 عاما، وذلك وفقًا للاتفاق الذي يتم تحت إشراف الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري ومحافظة حمص. ومن المقرر أن يتم إجلاء هؤلاء المدنيين في اتجاه منطقة (ديك الجن) في محافظة حمص وسط سورية في وقت ترافق فيه الحافلات التي تقلهم سيارات إسعاف تضع شعار الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري.
وقالت روسيا إنه تم الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في حمص التي كانت من أوائل المدن التي شهدت احتجاجات على الرئيس بشار الأسد منذ ما يقرب من ثلاث سنوات وتدميرا لشوارعها في معارك شرسة بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية "من المتوقع أن يتمكن كل الأطفال والنساء والرجال فوق سن 55 عاما والمصابين من مغادرة منطقة القتال دون عائق".
وأضافت أن السلطات السورية أعلنت أنه سيتم توفير العلاج الطبي والمأوى لمن سيتم إجلاؤهم. وذكرت "سيتم إرسال المساعدات الإنسانية اللازمة لسكان حمص القديمة الذين يفضلون البقاء".
وأشادت روسيا باتفاق حمص ووصفته بأنه "معلم بارز".
وأبدى مسؤولون أمريكيون تشككهم عندما أعلن عن الاتفاق أمس الأول الخميس، وقالوا إنهم قلقون على مصير كل من انتقل من المناطق التي يسيطر عليها المعارضون إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة. وقالت سامانثا باور السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "لدينا ما يدعونا إلى التشكك الشديد".
ورفض مقاتلو المعارضة عروضا سابقة لإجلاء النساء والأطفال خوفا على مصير الرجال الذين سيبقون. واحتجز عشرات الرجال ثم اختفوا بعد التوصل إلى اتفاق مماثل في المعظمية غربي العاصمة دمشق.
من جهة أخرى، قصفت المروحيات التابعة لنظام الأسد بالبراميل المتفجرة أمس مناطق في بلدات وقرى حدادين وعزان وعبطين ورسم بكرو وصفيرة كفرعبيد وبنان الحصن بريف محافظة حلب الجنوبي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خمسة أشخاص قتلوا فيما أصيب مثلهم من الكتائب المقاتلة بانفجار عبوة ناسفة بحي الحيدرية في محافظة حلب، مبينًا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين مقاتلين وقوات الأسد في سجن حلب المركزي ومحيطه، منوهًا بأن الاشتباكات العنيفة التي دارت أمس الأول في السجن ومحيطه أسفرت عن مقتل 20 عنصرا من قوات الأسد.
وبين أن الكتائب المعارضة استهدفت أيضا مطار حماة العسكري وسط سورية في ظل أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الأسد.
وفي محافظة إدلب شمالي سورية، قال المرصد إن عدد ضحايا انفجار الصاروخ الذي استهدف مدينة معرة النعمان ارتفع إلى 12 شخصاً بينهم امرأة وأربعة من أطفالها إضافة إلى طفلين آخرين.
أما في محافظة ريف دمشق فقد قصفت قوات الأسد مناطق في مدن يبرود والزبداني وداريا وقرية حوش عرب دون أنباء عن إصابات، في حين نفذ الطيران الحربي غارة جوية ثانية على مناطق في محيط إدارة الدفاع الجوي على أطراف بلدة المليحة، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة.
من جانبها، دعت وزارة الخارجية الصينية أمس النظام والمعارضة في سورية إلى عقد جولة جديدة من محادثات السلام بأسرع وقت ممكن.
ودعا هونج لي المتحدث باسم الخارجية الصينية النظام والمعارضة في سورية إلى عقد جولة جديدة من محادثات السلام بأسرع وقت ممكن، معتبراً أن ضمان مواصلة الطرفين الحوار، ومواصلة الجهود السياسية أمر ملح.
وأضاف المتحدث ـ في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ـ أن كل شيء صعب في البداية، مشدداً على أن الجولة الأولى من المحادثات كانت ضرورية.
وحث الطرفين على المشاركة بنشاط في المحادثات، وأداء دوريهما في دفع عملية السلام قدماً، ودعاهما إلى التعامل بجدية مع المبعوث الأممي والعربي لسورية، الأخضر الإبراهيمي.

الأكثر قراءة