شكراً مدرج التيفو
مدرج منظم، مدرج يعج بالحياة، تشعر وأنت تنظر إليه بأن الصوت الأعلى جُير "للإبداع ولروح الإتقان الخالص". عادت الحياة للمدرجات من غير أن تكلف هيئة رابطة المحترفين نفسها عناء إصلاح بيئتها والضمير يعود طبعاً للملاعب. حتى وإن غابت البوابات الإلكترونية التي شابهت "بيض الصعو" أو "لبن العصفور" كنت أظنها أساطير غير أنه أقرب من ترقيم كراسي ملاعبنا "ذات الفخامة والريادة" على غيرها. لم يتم تنشيط برامج إصلاح دورات المياه والعناية بنظافتها، ولم يتم التعاقد مع شركات محترمة لتقديم "الوجبات النظيفة" المناسبة للجماهير، ولم يتم ربط هذه الملاعب بما "يحبه فلذات الأكباد" كي يقضوا مع آبائهم يوما جميلاً قبل المباراة وأثناء المغادرة.
عاد التنافس "داخل المستطيل الأخضر" فظهر "للإبداع فكر وجنون يرسم جماله" ووشاح "يطرز به المحب حبيبه على مدرج كامل" تارة بصورة "العشق وتارة برمز يذكي فيه الحماس" وهنا يجب أن يصرخ من يفقد مثل هؤلاء "ويلك يلي مالك مدرج" فلهم ولاية التصفيق والتحفيز أثناء دقائق النزال والصراع، وهم "الهيبة والوقود المعنوي" و"الدعم المادي متى أُحسن استغلاله". الجماهير صوت حاضر ورقم صعب من يملكه ولا يستطيع أن يكون قريبا منه "قد يفقد النور في ظلمة الليل" أو قد يجد الطريق "لباب سيارته غير سالكة" ليبدأ العتاب ويستطاب كلام المحب بصوت الغضب. ولأن المتصدر كما يقال بأن صدارته قلبت الموازين وذهبت بالتنافس والإعلام لرحاب وأراض جديدة فقد "أتت بما لم يستطعه الأوائل" فقد ظهرت آثار ذلك في مدرجها الصابر "على رضى" والمتواجد في زمن الغياب. فمع عودة الروح للفريق تجددت عزيمته وأشتد ساعده لعرض صورة تحتفي بالفارس سابق الركب فشرعوا يرسمون "التيفو" وهي حركة ذكروا بأن شعب إيطاليا له سبق اختراعها ونحن بدأنا نرى جمالها يشرق في مرابعنا فأحدثت حراكاً "لطف المشاعر وحبب الملعب للكبير قبل الصغير"، وبتنا ننتظر النقل لا لمشاهدة الكرة بل "لمشاهدة من يحتفون بالمدرج" من خلال صورة تتجدد في كل موعد فذهب التنافس يرسم شيئاً من "إبداع وحضارة رياضية" تحتفي بها قلوب الصفاء "فتميت التعصب بعين الحقيقة" التي ترى فعلاً لا صراخ يصم الآذان، ترى جهداً يزهو به من تعب من أجله، ويسحرها تناغم الآلاف تتعاضد وتتساند رافعة سواعدها لتظهر حقيقة العشق الجميل بصورة تشادي لون الشمس وزرقة السماء.
شكراً لكل من فكر
شكراً لكل من تعب
شكراً لكل من عشق الجمال
شكراً لمن أعاد النفس الجميل لمدرجاتنا.
شبابنا قادرون ولديهم القدرة، تجاوزوا وسبقوا الهيئات ومن كان يخولهم النظام بالعمل على التطوير فأحرجوهم ووضعوهم في زاوية ضيقة لا خلاص ولا مخرج لهم منها غير جدية العمل والحرص الشديد على تحري المصداقية وترك الكلام المنمق والتسويف أو أن يتركوا مكانهم للأكفاء غيرهم.
شكرا أبطال ورجال التيفو فأنتم وقود الحرف ومن جلب الفكرة. زيدوا إبداعاً تزدد ملاعبنا جمالاً بكم عل هذا الجمال يغطي سوءة التنظيم وسوء بيئة الملاعب.
الخاتمة:
دَواؤُكَ فيكَ وَما تُبصِرُ
وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما تَشعُرُ
وَتَزعُمُ أَنَّكَ جُرمٌ صَغير
وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَكبَرُ