رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


نصر القوة المطلقة

ضعف المداخيل وقلة الدعم تجعل المرء في حيرة سببها العجز في الحصول على المراد وما يحتاج إليه في حياته، وحين يتوفر المال يستلزم ذلك حضور الفكر المناسب القادر على تسيير هذا المال وفق متطلبات كل مرحلة.
الفريق النصراوي المتصدر دوري جميل والمنتشي بهذا الوصول والمتربع على صهوته بجدارة، يعطي مثالاً نبيلاً وجميلاً عن هذا الفن في التعامل مع الممكن والمستطاع، فالأمير فيصل بن تركي الذي كثيراً ما تم توجيه سهام النقد إليه يبدو أنه أستوعب الدرس جيدا وتفوق على كل منتقديه، وبات سعيه الآن أبعد من تحقيق بطولة الدوري المتعطشة لها جماهير الشمس. الرجل يرسم خطاً تصاعدياً للطموح من خلال تجاوز مكتسبات على الأرض ومن ثم يسعى لتأسيس أرضية صلبة لهدف أبعد. المحافظة على كتيبة النجوم الحالية التي تسطر إبداعها على المستطيل الأخضر هدف رئيس كان من نتيجته التجديد للسهلاوي وعمر هوساوي وقرب الانتهاء من عقد خالد الغامدي لبنة في بناء سينهي مشكلة النصر في سبيل استعادة هيبته التي افتقدها فترة من الزمن، فقد جعل منه حاضرا بقوة وذا صوت مهيب في ساحة التفاوض، فبعد أن أسقط صفة التهالك عن لاعبيه وسهام كنانته، فالكاش الجاهز نفى صفة الفقر التي طالما رددها منافسوه ليغيظوه بها فعينه باتت بصيرة ويده تطول، حتى مازحه أحدهم بقوله لو فاوضت رئيس ناد "ممكن تجيبه"، ناهيك عن القدرة على إقناع النجوم والظفر بتوقيعهم.
كل ما سبق تشكل ذهنياً داخل عاطفة وشعور لاعبي النصر فهم قد تشربوا الرغبة في تحقيق الذات وأحسوا بصدق رئيسهم معهم فرأيناهم على نسق واحد من العزيمة والإصرار، فظهروا جنوداً أكفاء لا تهزهم نوائب المستديرة وتقلباتها ولا أزماتها الطارئة. حكاية تجلت في ليلة اللقاء مع الجار تحت وطأة هروب المحترفين الثلاثة، فانبرت مجموعة تمتلك صفات القيادة والصلابة تعرض على الرئيس الاستمرار في طريق التحدي وهنا صدقت وصفة نابليون بونابرت للقائد الجيد حين قال "هو من يصنعه الحرمان والفقر"، فالإحساس الذي يستقر داخل شعور بالحرمان جعل الدافع كبيراً والعمل يحاكي مدرسة في القيادة والسيطرة. التعاقدات خلال الفترة الشتوية لم تكن اعتباطاً، فالمتصدر لم يذهب إلا لمراكز معينة وفق صفات محددة فعماد الحوسني ميزته في قوة الارتقاء مع براعة في ضربات الرأس فهو يمثل حلاً لمشكلات التكتل، أما دلهوم فسيعطي مساحة أكبر لشايع شراحيلي في التقدم مع كثافة في التغطية الدفاعية، فالهدف التمسك بالصدارة حتى النهاية ولن يصمد سوى أصحاب الخبرة والقوة الذاتية الذين صمدوا أمام الحرمان بكل أنواعه. حين تفتش كتيبة القوة المطلقة التي تشكلت خلال العامين الماضيين ترى لكل منهم رغبة وقصة طموح خاصة شكلها جفاء الصاحب وشحوب وجه الأخلاء فتكونت دافعاً ذاتياً يدفع بهم نحو تأكيد موهبتهم وقدرتهم على العطاء، فإشارات الإصرار وإيماءات القوة نراها بكل وضوح في لقطات تظهر من خلال أحداث كل مباراة تنقل وتتسنى متابعتها فالتحفيز يأتي من داخل الملعب غالبا وهنا سر الخلطة فالقوة من الداخل حصّنت أسوار النصر وأعلت بناءه من جديد.
الخاتمة: الفقراء الذين يتبادلون الحب هم الأغنياء الحقيقيون.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي