حريق يقضي على مكتبة "السائح" التاريخية في طرابلس
ضاعت آلاف الكتب والمخطوطات التي لا تقدر بثمن في حريق التهم مكتبة تاريخية بشمال لبنان.
وشب حريق مساء الجمعة في مكتبة السائح في طرابلس التي يملكها الأب ابراهيم سروج وأتت النار على مجموعة من المقتنيات الثمينة التي جمعها الكاهن الأرثوذكسي على مدى السنين.
وتشارك مجموعة من المتطوعين في ترميم المكتبة بعد الحريق ومحاولة إنقاذ ما لم تأكله النيران من الكتب والمخطوطات.
وقال خالد مرعب أحد المشاركين في مبادرة ترميم المكتبة "تقريبا 85 ألف كتاب ومن الكتب النادرة يعني فيها كتب بترجع لألف.. ألفين.. خمسة آلاف سنة. يعني كان يجمع أبونا سروج الكتب المهمة. وين يلاقي كتاب نادر يشتريه ويحطه بالمكتبة. أي كتاب كان يجيبه ويحطه بالمكتبة الأولى أهم مكتبة بلبنان ومكتبة تاريخية ومن أهم المعالم مش بطرابلس بس وبلبنان. يعني كانوا يجوا من برة.. من أوروبا ومن دول العالم من برة لحتى يلاقوا كتب نادرة هون بالمكتبة.. يجوا خصوصي لعنده."
وبدأ المتطوعون لترميم المكتبة يوم الأحد (5 يناير كانون الثاني) إزالة آثار الحريق وإنقاذ ما تبقى من الكتب القيمة في المكتبة.
وأضاف مرعب "يعني نحن كشباب منظمين لها الحملة نحن بدنا المكتبة ترجع أهم من الأول. أكيد فيه كتب لا تعوض بثمن وما نقدر نلاقي بديل لها. بس على القليلة راح نحافظ على الكتب الموجودة وح نجيب كتب جديدة لأنه هيدا من تراث المدينة. والأب سروج هو مش بس رمز للمسيحية هو رمز للطرابلسية. حتى المسلمين الملتزمين جدا زعلوا عليه لأنه معروف والحارة وأهل الحارة زعلوا عليه لأنه بيحبوه وعايش بيناتهم. يعني الأب سروج من تراث طرابلس ويعني كلنا نشف دمنا لما سمعنا الخبرية."
ولا يزال سبب الحريق غير معروف رغم تضارب الروايات عن كيفية اندلاعه. ويلقي البعض بالمسؤولية على عاتق متطرفين ويتهمونهم بإحراق المكتبة.
وبينما ندد الزعماء السياسيين والدينيين بالحريق يعمل المتطوعون في صمت لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وقالت نجاة بيطار التي تربطها صلة قرابة بالأب سروج وتشارك في ترميم المكتبة "هلق نحن اليوم عم نعرض الكتب مثلا اللي متضرر كله مش عم نحطه نعرضه للهواء ونرجع ننشفه والمحروق كاملا عم نكبه والنصف محروق عم نجرب نضبضبه (نرتبه) بطريقة يرجع يعملوا له إعادة تأهيل يعني."
وتعتبر مكتبة السائح من أهم المكتبات في لبنان ويقول أهالي طرابلس إنهم مصممون على ترميمها.
وقال صديق للاب سروج يدعى جورج أبي زيد "إن الكتب الموجودة حاليا التي احترقت ليست أساسية. إن المكتبة ما زالت تحتوي أهم الكتب التاريخية في هذا المشرق العربي."
وبدأت التبرعات تتوالى من اللبنانيين للمساهمة في ترميم المكتبة.