«شخصية كرتونية» تدرب الطالبات على تدوير النفايات

«شخصية كرتونية» تدرب الطالبات على تدوير النفايات
«شخصية كرتونية» تدرب الطالبات على تدوير النفايات

تحولت مدرسة حكومية إلى ساحة منافسة لتدوير النفايات، بعد أن ابتكرت معلمة النشاط شخصية كرتونية وأسمتها "ياسمين" لإقناع الطالبات بإطلاق حملة للحفاظ على البيئة تحت عنوان "صنفها لأجل بيئتك".
قالت لـ "الاقتصادية" المعلمة سارة الصحبي معلمة النشاط في المتوسطة 139 وصاحبة الحملة: إن نفايات السعودية تشكل نسبة كبيرة من حجم نفايات الوطن العربي التي تصل إلى 90 مليون طن سنوياً، ومدفن النفايات في الرياض يستقبل 18 ألف طن يومياً، مشيرة إلى أن العالم العربي يخسر نحو خمسة مليارات دولار سنوياً لغياب ثقافة التصنيف وإعادة التدوير.
ولفتت إلى أن هذا دفعها للتفكير في الحملة، إذ بدأت بتشكيل فريق من 20 فتاة وضعت لكل خمس منهن قائدة مسؤولة عن صنف من النفايات، وبحثت عن طرق التخلص من النفايات وأعدت نفايات خاصة باللون الأزرق، الذي خصصته للورق، والأحمر خصصته للزجاج، والأصفر للمعدن، والأخضر للبلاستيك.

#2#

وبينت أن نجاح التجربة في مدرستها جعلها تفكر في نشرها بالمدارس والمجمعات التجارية، وحاولت البحث عن جهة تمول المدارس بالأنواع المخصصة للنفايات فلم تجد إلى الآن، فبدأت التواصل مع المدارس ومخاطبتهم بالفكرة وطلبوا منها المجيء للتعريف بالابتكار ويقومون هم بإحضار تلك النفايات على نفقتهم كما فعلت المدرسة التي انطلقت منها الحملة.
وأشارت إلى أنها حرصت على تدريب الطالبات حتى لو لم تتوافر خدمات فرز وتدوير النفايات، مشددة على أنه من الإيجابي أن يبدأن بالمبادرة في فرز النفايات، وهذا يشجع الإدارة المعنية بالنظافة على التفكير بإعادة تدوير النفايات بشكل يحافظ على بيئتهم، لأن هذا سيورثوه للأجيال المقبلة.
في السياق ذاته، قالت داليا المبارك قائدة فريق الورق، إنها سعيدة بالتجربة وبالمعلومات التي اكتسبتها من خلال الحملة، خاصة عندما قمن بتصوير النفايات في الشوارع لإقناع الآخرين بأهمية الحملة.
وأضافت "في البداية وجدت استغراباً من عائلتي عندما أخبرتهم أن عليهم البدء بتصنيف النفايات، حيث طلبت منهم أن يضعوا الورق بمكان والبلاستيك بمكان والزجاج بمكان وهكذا، فيما تبقى النفايات العضوية منفصلة لوحدها، ولكن عندما شرحت لهم الأمر خاصة ما فيه من تكريم للطعام تجاوبوا وأصبحوا يساعدونني". وأردفت "إن من أنفع الأوقات عندما تتجمع النفايات وتجلس مع زميلاتها قائدات الفرق الأخرى البلاستيك والزجاج والمعدن بالتفكير في طرق إعادة تدويرها والاستفادة منها، ومن أكثر الأمور التي وجدن صعوبة بإعادة تدويرها الزجاج، لكنهن وصلن لطرق مفيدة".
وتمنت أن يجدن جهة تجمع النفايات المصنفة خاصة النفايات الإلكترونية أو شرائها من الأطفال ولو بمبلغ زهيد لتشجيعهم على الحرص والاستمرار بتصنيفها، مشيرة إلى أن ذلك يحافظ على بيئة وطننا خضراء ونقية من التلوث.
يذكر أنه بحسب المعايير الأمريكية، فإن تدوير طن واحد من البلاستيك يوفر 600 كيلو جرام من المواد الأولية وما يعادل استهلاك شخصين من الطاقة لمدة سنة واستهلاك شخص من الماء لمدة شهر.
كما أن استخدام الألمنيوم والمعادن بإعادة التدوير يوفر 95 في المائة من الطاقة اللازمة لتصنيعه حتى أن قيمة الطن تساوي 700 دولار، وكل طن من الزجاج يوفر 1.2 طن من المواد الأولية، حيث إن كأساً من الزجاج المعاد تصنيعه يعادل إضاءة مصباح بقوة 100 وات لمدة أربع ساعات، وإعادة تدويره يسهم في خفض تلوث الهواء بنسبة 20 في المائة والمياه بنسبة 50 في المائة، وإعادة تدوير طن من الورق يحافظ على 17 شجرة ويوفر 2000 لتر من الماء و4000 كيلو وات من الكهرباء، كما يقلل التلوث بنسبة 95 في المائة، وعزل النفايات العضوية التي تشكل 50 في المائة من حجم النفايات المنزلية ينتج عن كل طن منها من 200 إلى 250 كليو وات كهرباء يومياً، ويصنع منها الأدوية والأسمدة.

الأكثر قراءة