الأولمبية والعهد الجديد
الجرأة في العمل الإداري من ركائز النجاح التي تسير به لأبعد مراحله، ومن واقع دراستي لهذا التطور في حالة العرب غير المنضبطة بروح القوانين والانقياد لها تأسرني كثيراً تلك القدرات الإبداعية لدى رمزين من كبار الرموز الإسلامية في عهد مبكر هما الخليفتان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما حيث نجحا في نقل العمل البسيط لمرحلة أكثر ترتيبا ووضوحا في الهدف.
أبو بكر الذي أنشأ بيت المال وقرر المساواة بين الجميع في العطاء، أتى بعده عمر بن الخطاب الذي دون كل شيء فيه ومن ثم زاد في توجيه منافعه لطرق شتى بعد ذلك. القيادة الإدارية تستصغر الخطر بعين الحلول المناسبة وبراعتها تكون بمناسبتها لحال ووضعية المشكلة وعدم الانجراف خلف العواطف أو تحت وطأة فشل سابق باستعجال النتائج دون تروٍ أو تخطيط مرحلي وزمني يفيد في القضاء على الفشل ومحو مسبباته.
ما يجري داخل أروقة اللجنة الأولمبية بعد أن تسنم قيادتها الشجاع محمد المسحل أمر يدعو للتفاؤل ولذا كتبت أكثر من مرة عن هذا الباب وعن هذا التحول من فرط تفاؤلي واستقرائي لخطط تطويرية نسمع عنها تدور همساً بين العاملين في هذا المجال، والحمد لله بتنا نرى شيئا منها على أرض الواقع وستُحدث نقلة إيجابية في طريقة العمل والنتائج بإذن الله.
الشكل القديم لروتين العمل تم تغييره وإحلال طريقة جديدة للعمل والتواصل السريع مع أمينها العام. تزامن ذلك مع تغيير في القيادات التي مضى عليها زمن لم تقدم جديداً، فتمت المزاوجة بين القدرة الفنية والقدرة المالية للنهوض والبدء بمرحلة عصر جديد يبث الحماس فيها روحا التمكن الفني وقوة الدعم لمن رغبته النجاح، فكر يحسب لمن عمل على إيجاده وسارع بتنفيذه، ولأن العمل قد تعتريه عوامل النقص الذاتية أو الطارئة وتضعف المردود المرجو منه، تم العمل على إنشاء لجان مراقبة تتابع ذلك وتعمل تقييما دوريا من أجل الثبات على الجيد وتلافي الجانب السلبي، كما طلب من كل اتحاد استراتيجية عمل مستقبلية يتخللها أولمبياد ريودي جانيرو عام 2016، وأولمبياد طوكيو 2020.
تجهيز الكوادر وتدريبها والعمل على استكمال جاهزيتها قبل الموعد المحدد لهو تطور يحسب للقائمين عليه بخلاف القفزة الكبيرة في وضع وإقرار هذه الاستراتيجيات ومراقبتها، ومن المشجع أنه تم تشكيل فرق عمل من أجل استعداد قوي ومبكر لريودي جانيرو من الآن. خطوات نوعية ونقلات كبيرة وطموحة نقف لها احتراما.
وحين نتفق على صحة هذا العمل وجماليته من قبل من أمسكوا بزمام اللجنة ولكي يستقيم سياق الحديث فلابد من دعم إعلامي لهذه الخطوات والوقوف بجانبها حتى تكتمل، واستمرار المطالبة بتوفير ميزانية تكون مناسبة ومعينة بعد الله على النجاح. الشح المادي في وقت يبذل العالم كله جل موارده الرياضية على الفرق الأولمبية لا يشفع لنا بجدية وصدق المحاسبة لأننا لم نعطهم ونوفر لهم كل عوامل النجاح أو القدر الكبير منها.
أول محك حقيقي ينتظر فرقنا الأولمبية هو أولمبياد الصين عام 2014، والتي ستقام في مدينة آشن فسيتضح الفرق في العمل من خلال هذه البطولة والتي لا نطالب بالحصول على كل ما نريده فقط أملنا بالسير على الطريق الذي نأمله من خلال سعينا للحصول على مراكز وميداليات تشرف العاملين والوطن قبل ذلك.