نمو الاستهلاك المحلي التحدي الأكبر للسعودية .. وليس النفط الصخري الأمريكي

نمو الاستهلاك المحلي التحدي الأكبر للسعودية .. وليس النفط الصخري الأمريكي

قال تقرير اقتصادي، إن معدلات إنتاج النفط والغاز الصخريين في الولايات المتحدة قد لا تنمو بالسرعة والحجم المتوقع، نظراً لمحدودية معدلات إنتاج النفط من الطبقات الحجرية المحصورة، والانخفاض الحاد في وتيرة إنتاج آبار النفط والغاز الصخريين.
وقال تقرير أصدرته شركة جدوى للاستثمار، حول التوقعات المستقبلية لقطاع النفط والغاز غير التقليدي: إن الأثر الفعلي لارتفاع إنتاج أمريكا من النفط والغاز، في السعودية، سيكون في تقليص التفاوت بين أسعار الخامات الثقيلة والخفيفة، وفي قطاع الصناعات البتروكيماوية.
وأسهم تطور التقنيات في الأعوام الماضية، في تعزيز قدرة الولايات المتحدة على الوصول إلى احتياطات غير تقليدية ضخمة من النفط والغاز، الأمر الذي مكّنها من تبوء مراتب متقدمة بين منتجي النفط والغاز عالميا، والحد من حجم وارداتها من تلك المنتجات.
وذكرت "جدوى"، أن انخفاض معدلات إنتاج النفط من الطبقات الحجرية المحصورة، والانخفاض الحاد في وتيرة إنتاج آبار النفط والغاز الصخريين، وتبدّد الجدوى الاقتصادية لعمليات الاستخراج؛ قد يحد من سرعة نمو الإنتاج في أمريكا، الذي يتوقعه بعض المراقبين.
وتشير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إلى أن حجم إنتاج الطاقة المحلي في أمريكا بلغ في تشرين الثاني (نوفمبر) ثمانية ملايين برميل من النفط يوميا.
وكانت منظمة "أوبك" أعلنت، أن حجم الطلب على النفط الخام، الذي تنتجه الدول الأعضاء في المنظمة، سيصل في العام المقبل إلى 29.57 مليون برميل نفط يوميا، بانخفاض قدره 300 ألف برميل يوميا عن العام الجاري.
ويُعزى هذا الانخفاض، إلى ارتفاع حجم إنتاج الدول غير الأعضاء في المنظمة، خاصة في الولايات المتحدة وكندا.
وقال الدكتور فهد التركي، رئيس قسم الأبحاث والدراسات في "جدوى": إن الأثر الفعلي لارتفاع حجم إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز الصخريين، في السعودية، سيكون في تقليص التفاوت بين أسعار الخامات الثقيلة والخفيفة، ما يؤثر في آلية تكرير النفط في أوروبا. كما ستؤثر طفرة الإنتاج في قطاع الصناعات البتروكيماوية بالمملكة، بسبب انخفاض تكلفة الغاز الطبيعي المُسال، الناتج عن عمليات استخراج النفط والغاز الصخريين، الذي يُعد عنصرا أساسيا لهذه الصناعات.
وأضاف التركي، أن هذا يعني أن أرباح الصناعات البتروكيماوية في السعودية، قد تتأثر سلبا بشكل نسبي، نتيجة التكلفة المنخفضة للغاز الطبيعي المُسال، الأمر الذي قد يشجع بعض الشركات السعودية، العاملة في القطاع، على التوسع بعملياتها في أمريكا، لتحقيق أكبر قدر من فائدة توفر المواد الأساسية، بتكلفة منخفضة.
واعتبر التقرير، أن الطلب المحلي المرتفع والمتنامي على المشتقات النفطية، أبرز التحديات التي يواجهها القطاع في السعودية.
وقال: "يزداد هذا الوضع تعقيدا، نظرا لانخفاض الأسعار في السوق المحلية؛ ما يؤثر في القرارات الاقتصادية الداخلية، ويحد من حجم الدخل، الناجم عن عمليات تصدير النفط السعودي".

الأكثر قراءة