الهيئة العليا لتنمية العلا اقتصاديا
برفقة أصدقائي سعود، سريش من الهند وسامر من لبنان قضينا يومين في مدينة العلا، مدينة تختزن تاريخا من الحضارة بل هي متحف طبيعي يحوي ما يسر النظر وأعتقد أن بها الكثير من التاريخ الذي لم يكتشف. مدينة مليئة بواحات من شجر النخيل على مد النظر وفواكه البرتقال بأنواع تعودنا على استيرادها. لن أحدثكم عن تاريخها الذي يمتد إلى آلاف السنين ولا زراعتها التي لم تستغل بالطريقة الأمثل، ولا عن ابن بطوطة ومروره بها ولا عن شاعر الحب العذري الذي عاش بها وقال فيها:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بوادي القرى إني إذاً لسعيد
ولا عما نقله طلال البلوي في مقال سابق عمن كتبوا عنها'' وقال الرحالة ابن بطوطة الذي زار العلا عام 726هـ: ''العلا قرية كبيرة حسنة ولها بساتين ونخل ومياه يقيم بها الحجاج أربعاً يتزودون ويغتسلون ويودعون فيها ما يكون عندهم من فضل زاد ويصطحبون معهم قدر الكفاية وأهل هذه القرية أصحاب أمانة''، أما فضيلة الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - قال عند زيارته للعلا عام 1355هـ: ''هذا هو وادي القرى ''العلا'' كما أوردته كتب التاريخ والآثار وتحاورت به ألسن الشعراء، إنه العلا ذلك الاسم الحديث الذي أطلق على وادي القرى''. وقال عن العلا الدكتور عبد الرحمن الأنصاري ''كبير الآثاريين'': ''العلا عاصمة الآثار في المملكة العربية السعودية''. وأحلم بممارسة وآلية حكومية لإدارتها بإنشاء الهيئة العليا للعلا مسؤولة عن التنمية الاقتصادية بمعناها الشامل تستفيد من ميزتين أساسيتين السياحة والزراعة في إيجاد تنمية قوامها الميزتين تعطى كل الصلاحيات اللازمة لتحقيق ذلك بما يلزم من إعداد استراتيجية محددة الأهداف وتوفير كل الموارد المالية اللازمة لتحقيقها والصلاحيات اللازمة لفرض قراراتها على كل فروع الوزارات الحكومية وبما يشمل كل الصناديق الحكومية لتوفير التمويل اللازم للقطاع الخاص لتسهيل إنشاء المشاريع المطلوبة التي تحقق الأهداف المقرة في الاستراتيجية وبالشروط الداعمة لدفع القطاع الخاص ليقوم بدوره في المشاركة في التنمية وتكون بقيادة إمارة المنطقة ولا أرى صعوبة في تحقيق ذلك بوجود الأمير الشاب فيصل بن سلمان وتكون تجربة إن نجحت (وهي بإذن الله ستنجح) يمكن استنساخها وتطبيقها في مناطق أخرى.