الثانية الكبيسة.. جدل مستمر حول الإبقاء عليها أو إلغائها

الثانية الكبيسة.. جدل مستمر حول الإبقاء عليها أو إلغائها
الثانية الكبيسة.. جدل مستمر حول الإبقاء عليها أو إلغائها

أكد لـ ''الاقتصادية'' الاتحاد الدولي للاتصالات ITU أن الإبقاء على سلم التوقيت العالمي المنسق (UTC) على أساس التساوي مع سلم توقيت متواصل جديد، سيكون من الممكن في كل حالة تطبيق سلم توقيت أكثر ملاءمة لأي نظام، جاء ذلك بعد الجدل الذي يدور حول ''تعين إلغاء الثانية الكبيسة أم الإبقاء عليها'' الذي يؤثر على مستوى الدقة في توقيت الثواني والساعات.

وقال الاتحاد الدولي للاتصالات ومقره جنيف إن أنساق التوقيت تأتي على شكل ثلاثة قوالب، إذ ستجيب مخدمات المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا لطلبات التوقيت بثلاثة أنساق مختلفة: بروتوكول توقيت الشبكة (NTP) ونسق التوقيت النهاري ونسق التوقيت.
وقالت إن المعهد الوطني يقوم بتشغيل مخدمين يقدمان فقط رسائل توقيت موثَّقة حسب نسق بروتوكول توقيت الشبكة للمستعملين المسجلين لدى المعهد. ويتحقق التوثيق بإضافة قيمة مخلوطة إلى الإجابة، ويتم حساب هذه القيمة المخلوطة على الرسالة العادية المقترنة بمفتاح سرّي، وهي تختلف في حالة كل مستعمل. وتضمن هذه الخوارزمية أن الرسالة صدرت من مخدِّم التوقيت للمعهد الوطني وأنه لم يطرأ عليها تعديل أثناء العبور. وتستخدم المؤسسات التجارية والمالية المحلية والأجنبية هذه الخدمة.

#2#

ويتمثل توقيت مخدِّم المعهد الوطني داخلياً في شكل عدد من ثوان وكسور ثواني التوقيت العالمي المنسَّق منذ الفترة المرجعية وهي 1970.0.

وتمثِّل رسائل بروتوكول توقيت الشبكة ونسق التوقيت النهاري في شكل عدد من ثواني التوقيت العالمي المنسَّق (وكسور من الثانية في حالة بروتوكول توقيت الشبكة) منذ الفترة المرجعية المناظرة وهي 1900.0 أما نسق التوقيت النهاري فيمثل التوقيت كسلسلة في شكل س س: ق ق: ث ث: (hh:mm:ss) ويكون جزء كسر الثانية معلماً منفصلاً.

وأوضحت أن مجموعة مخدمات التوقيت تتلقى قرابة 75 ألف طلب كل ثانية (أي نحو 6,5 ألف مليون طلب يومياً)، ويتصل نحو 85 في المائة من هذه الطلبات بالحصول على توقيت في نسق برتوكول توقيت الشبكة، بينما تنقسم نسبة 15 في المائة الباقية بالتساوي تقريباً بين نسق التوقيت النهاري ونسق التوقيت.

ويشمل تبادل رسالة بروتوكول توقيت الشبكة قياساً لتأخير الشبكة وهو ينطوي على دقة أكبر من نسق التوقيت النهاري أو نسق التوقيت، ولكن تستخدم جميع الأنساق الثلاثة بصورة واسعة مع ذلك.

ولم تحقِّق جهودنا لتشجيع مستعملي نسق التوقيت على التحول إلى نسق بروتوكول توقيت الشبكة الأكثر دقة إلاّ نجاحاً محدوداً.

مساعٍ لضبط الوقت

ضبط التوقيت أمر جوهري في قيام المجتمع الحديث بوظيفته، ولذلك فمن الضروري وجود تنسيق على المستوى الدولي، ويعد التوقيت العالمي المنسق (المعروف بالمختصر الإنجليزي UTC) الأساس القانوني لضبط التوقيت بالنسبة إلى معظم البلدان في العالم، كما أنه يمثل سلم التوقيت الفعلي في معظم البلدان الأخرى، وقد حدد تعريف التوقيت العالمي المنسق (UTC) قطاع الاتصالات الراديوية بالاتحاد الدولي للاتصالات (ITU–R).

ويُوصي المعيار الحالي المنصوص عليه في التوصية ITU–R TF.460-6 الصادرة عن قطاع الاتصالات الراديوية بعنوان ''إرسالات الترددات المعيارية وإشارات التوقيت''، بتطبيق الثواني الكبيسة للإبقاء على التوقيت العالمي المنسق قريباً من التوقيت الدولي 1 (UT1) – وهو توقيت تناسبي مع زاوية دوران كوكب الأرض على محوره، وقد بدأ العمل بالثانية الكبيسة في 1972.

وبعد عدد من السنوات، أعربت بعض الإدارات عن قلقها إزاء تنفيذ الثانية الكبيسة، وتمت الموافقة على مسألة للدراسة في سنة 2000، تتناول مستقبل سلم التوقيت العالمي المنسق (UTC)، وتوالى تقديم المقترحات منذ 2003 لمراجعة التوصية ITU–R TF.460-6 لتحقيق سلم توقيت متواصل. ونظراً لأن الآثار الأوسع للتغييرات التي يمكن إدخالها على تعريف التوقيت العالمي المنسق تتطلب إجراء دراسات إضافية تشارك فيها بشكل أوسع الدول الأعضاء في الاتحاد والمنظمات الخارجية، دعا المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية لعام 2012 (WRC-12) إلى إجراء مزيد من الدراسات، بما يترتب على ذلك من تأجيل اتخاذ قرار حتى المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية لعام 2015 (WRC-15.
وحسب توضيحات الاتحاد الدولي للاتصالات فقد لاحظ المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية لعام 2012 (WRC-12) أن الإدخال العرَضي للثواني الكبيسة قد يربك الأنظمة والتطبيقات التي تعتمد على التوقيت الدقيق. وطلبت بعض المنظمات المعنية بأنشطة الفضاء، وأنظمة الملاحة الساتلية العالمية، والأرصاد الجوية، والاتصالات، وتحقيق التزامن بين الشبكات وتوزيع الطاقة الكهربائية، سلم توقيت متواصل. ومع ذلك، فبالنسبة إلى الأنظمة الأخرى المتخصصة والتوقيت اليومي المحلي، من اللازم وجود سلم توقيت محسوب على أساس دوران الأرض.

كذلك، قد يكون لإدخال تغيير على سلم التوقيت المرجعي نتائج تشغيلية وبالتالي نتائج اقتصادية. والدراسات التي يجريها قطاع الاتصالات الراديوية تأخذ هذه الاعتبارات في الحسبان. وسيناقش المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية لعام 2015 (WRC-15) في قطر ''إمكانية تحقيق سلم توقيت مرجعي متواصل، سواء عن طريق إدخال تعديلات على التوقيت العالمي المنسق (UTC) أو بأي طريقة أخرى، وسيتخذ الإجراء المناسب، مع مراعاة الدراسات التي يجريها قطاع الاتصالات الراديوية في الاتحاد''، الأمر الذي سيضع أعضاء الاتحاد الدولي الحل النهائي للإبقاء على الساعة الكبيسة أو إلغائها.

الأكثر قراءة