الخصخصة وخطط أحمد عيد
المناسبة، اللقاء العلمي الرابع الذي تنظمه كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبد العزيز بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث، المتحدث: الدكتور أحمد عيد، والحضور نخبة من الأكاديميين المهتمين بالشأن الرياضي، الخبر والعنوان العريض للقاء: زيادة الأندية إلى 320 ناديًا في عام 2020م.
حيث تناول هذه النقطة خلال ندوته بقوله ''من ضمن خطط الاتحاد السعودي لكرة القدم زيادة عدد اللاعبين المسجلين لديه من 14 ألف لاعب حالياً إلى 50 ألف لاعب بحلول عام 2016م، ثم إلى 150 ألف لاعب عام 2020م، كما يهدف إلى زيادة عدد الأندية الرياضية من 153 نادياً حالياً إلى 200 ناد عام 2016م، ثم إلى 320 نادياً في عام 2020م''.
كلام جميل ورغبة طموحة من رياضي له تاريخه وشهادته الأكاديمية التي تعينه على البحث السليم ورسم الخطط المناسبة، غير أن الطموح أكبر من المساحة المعطاة بل غلفتها روح المغامرة ونشوة الانتصار أكثر من أي شيء آخر. لكي نكون أكثر دقة وأكثر مصداقية يجب أن نسأل لنستوضح خفايا ذلك، فهل تملك الرئاسة القدرة المالية على بناء مقار لهذه الأندية؟، ومتى كان الجواب بنعم، فلماذا لم تحل شكاوى وصداع الأندية من قصور عمل شركات الصيانة والتي من نتاجها تآكل البنية التحتية للمقار الحالية؟!
الأمر الآخر، مثل هذا الأمر منوط بمن برئيس اتحاد الكرة أم بالرئيس العام لرعاية الشباب؟!، وقرار كهذا سيضيف أعباء مالية كبيرة جداً على ''رئاسة '' فقيرة الخزانة والموارد، فبأي طريق سيحل إشكال الموارد لعبء إضافي قادم في ظل القصور الذي يعانيه الجميع حاليا؟. أسئلة تثير الحاجة لإيجاد جواب مقنع وكاف.
وبعد إطالة تفكير في تبعات مثل هذه ''التصريحات'' نسأل مرة أخرى عن حيثياته من أين أتت، هل هي دراسة ميدانية شارك بها مختصون من الجانب الرياضي، الاجتماعي، والاقتصادي شاركتهم فيها وزارات تُعنى بالشباب وترعاهم، وبالتالي نتقبل ذلك وندرك كونه أصبح هماً وطنياً تسعى القيادة من خلاله لاحتواء الشباب وتقديم البيئة الرياضية المناسبة لهم ومن ثم تسخير هذه الأندية كمحركات وموجهات ثقافية تنير وتضيء الطريق لمرتاديها ومنسوبيها، فنصطف خلف أحمد عيد وخلف طموحه الشاطح بشكل كبير جداً، أم هي رغبة وأسلوب تنظيري لتفخيم حجم العمل الغائب الآن، فالمباني تعاني والصيانة هباء.
ماذا لو عملنا التفاتة أخرى فـ 153 ناديا قائمة بكل مرافقها، ماذا لو تم العمل على تطويرها وتجهيزها وبعث الروح فيها من خلال أفكار ورؤى جديدة تسهم في زيادة نشاطها وجعلها تستقطب فئات أخرى من المجتمع للمتعة والمشاهدة والترفيه، أليس من الأجدى تفعيل ذلك بدلاً من الذهاب بعيداً بطموح يضيف أعباء وتبعات لا يمكن تداركها.
حضور النخب الأكاديمية، وكون الكثير منهم متابع للرياضة بشكل كبير ومنهم من كان عضواً عاملاً في القطاع الرياضي خلال مراحل عمره المختلفة لماذا لا تشكل منهم فرق استشارية بحثية تقدم الرأي وتعمل الدراسات والأبحاث التي تعين المسؤول على اتخاذ القرار السليم والصائب؟!