مستقبل الحزم (2)
يعشق الصغير والده ويراه القدوة ويحتذي خطاه، فعشق الحزم لم يكن حدثا طارئاً في حياة خريج الإدارة المالية من جامعة الملك سعود عام 1999، فأصوات الفرح تعلو داخل البيت الصغير حين ينتصر الكيان ويفرح محبوه، لم يعش يوما داخل هذا الساحر للجميع بحبه كونه نشأ وترعرع في الرياض بعيداً عنه لكن أحاديث والده واجتماع الأسرة الكبيرة كلها تدور حوله وتحمل همومه تفكر فيه بكل أوقاته وتعطي اهتماما كبيرا، يتحدث عن سنوات مضت في طفولته ووالده وأعمامه بدافع الحب يلحون على والدهم فيعين بالتكفل بالسيارة التي تحملهم للرس من جديد في كل مناسبة إما للعب أو الدعم والمساندة، سنوات مضت والذكرى لا تمحوها السنون، كبروا وكبر الحزم، ومع افتتاح شركة ركاء عام 2000، أضحت مكاتبها مكاناً للخلطة السرية التي نظمت بداية العصر الجديد للكيان فتأسيس هيئة أعضاء الشرف التي ترأسها الدكتور إبراهيم العواجي، تمت هناك وها هم رجال الحزم يتوافدون يحدوهم الأمل ويدفعهم العشق والشاب الصغير يراقب الحب كيف يكبر وكيف يصبح أكثر تنظيماً، ولأن الذاكرة تحتفظ بأشياء لا يمكن تفسيرها فمشهد التعاقد مع علي كميخ ما زال حاضراً بقوة بكل تفاصيله، ويسأل لماذا كل هذا الجهد والتعب فيجيب العاشق الكبير خدمة البلدة والحزم واجب لا يمكن النقاش فيه، ولذا فالأسرة كلها تدعم وتعيش حاملة هذا الهم.
راقبوا من بعيد .. لم يقطع حبال الود، ولكن الأرجل خف حضورها فلم تعد تحمل القلوب المحبة كما في السابق وجهة نظر لم تتفق مع الداعم تلك الفترة، ابتعد الجميع وكاد الفريق يسقط، زاد الخوف ولم يكن هناك من يمد اليد بقوة، فحضرت الأسرة تكمل ما يقوم به محبو الكيان في الرس فنجحت الجهود وبقي الفريق غير أن العمل الآن بات أكثر صعوبة فإعادة الوهج ستكون أكثر صعوبة، لأن خطة العمل تقضي بالمحافظة على الفريق ودعم الكيان بمشاريع استثمارية تتعدى منفعتها النادي لتشمل المحافظة بأسرها، فالأكاديمية ستؤهل الكثير وتصقل مواهبهم وتعمل على جمعهم في مكان يحضر لهم فيه رجال أكفاء يعدونهم سنداً ورافداً في المستقبل، والحاجة إلى المال تقتضي العمل على إيقاف الكيان على قدميه من خلال أفكار إيجابية تمده بما يريد فالأبراج السكنية ستحل مشكلة الاستنزاف المالي، بسبب الإيجارات الباهظة وريعها عائد جميل، والمسبح بشكله الحالي لا يلائم مرحلة التطوير فلا بد من سقفه وتجهيزه لمرتاديه على مستوى كبير من التحديث ومجاراة العصر، فيكون لبنة كبرى في مسيرة رفع شأنه وجعله متنفساً ويحقق مردودا يغنيه بعض الشيء عن تسول الدعم.
أفكار إيجابية ومشاريع ضخمة غير أن الجيل العاشق كبر ولم يعد يناسبه كثرة الترحال فتم تجهيز الجيل الجديد كي يكمل المسيرة، ولهذا حضر كثير من الأبناء أثناء موقعة انتشال الفريق من الهبوط، ولكي لا ينقطع الدعم بعد هذا الجيل فقد سُلمت مسؤولية هذه الملفات كلها للداعمين الجدد وعلى رأسهم سلمان بن فهد المالك، الذي يؤكد حرص والده على إتمام ما رُسم من خطط بأسرع وقت فهو يراقب ويوجه وهم يفعلون ما بوسعهم، كي يرسموا فكراً ونجاحاً مختلفا طعمه وبطريقة متوازنة تكفل استمرار الدعم وقوة حزم الصمود بشكل يفوق ما سبق.