عودة الروح والتحسن البطيء
استمر السوق السعودي الأحد ومع افتتاحه في المسار الإيجابي، وأغلق على اللون الأخضر بعد أن شهد ضغطا الأسبوع الماضي حدّ من تراجعه اكتمال النتائج المعلنة. لم تشهد السيولة نموا الأحد، واستمرت دون الخمسة مليارات، حيث أقفل السوق على ٤.٤ مليار ريال، ما يعكس مراجعة قوية من طرف المتداولين وفي انتظار ما تفرزه الأيام القادمة مع بدء سنة هجرية جديدة وقرارات العمالة القادمة وتطبيق النظام، حيث يرى البعض أنها ستؤثر سلبا على الاقتصاد المحلي على المدى القصير، وليس على المدى الطويل، لذلك يفضل المستثمرون ترقب اتجاهات الاقتصاد المحلي والسوق في الأيام القادمة.
السيولة اتجهت في السوق كغالبية (أكثر من 50 في المائة) في قطاع التطوير العقاري في المرتبة الأولى ثم قطاع البتروكيماويات ثم القطاع البنكي وأخيرا قطاع الاتصالات وسقط من المقدمة قطاع التأمين. والملاحظ تركز التداول في القطاعات الرئيسية، التي يتوقع أن تكون محور جذب مستقبليا ربحيا، الوضع الذي يفسر تركز السيولة في السوق.
الأسواق في المنطقة شهدت ارتفاعا وتحسنا ملحوظا ولم يتراجع سوى سوقين هما الكويت وقطر ربما على خلفية جني أرباح من طرف المتداولين وكان أعلى ارتفاع كنسبة وقيمة مطلقة في سوق مسقط المالي.
الأسواق العالمية وفي تداول يوم الجمعة (لا يوجد تداول الأحد) اختلف الأداء فيها في حين تذبذبت أسواق أوروبا وآسيا بين السلب والإيجابية، واتجهت السوق الأمريكية نحو التحسن والنمو. كما نلاحظ تراجع الذهب، ولكن لا زال فوق 1300 دولار، وتراجع النفط واخترق حاجز 95، ولكن ما زال مستقرا فوق 94 دولارا في سوق نايمكس في نيويورك.
الآن يمر السوق السعودي بمرحلة توازن وإعادة تشكيل المحافظ من كل المستثمرين في انتظار عدد من الأحداث أهمها وحاليا وضع سوق العمل وتأثير التصحيح على السوق المحلي، حيث نجد أن النظرة تجاه الأوضاع العالمية تعتبر إيجابية ومستقرة. ولا شك أن الفترة القادمة تعتبر على المحك للسوق السعودي والاقتصاد السعودي، خاصة صناعة مواد البناء والمقاولات.