رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


دور المواطن في الحج .. وحوار مع مغرد

في كل عام نلاحظ تحسناً في تنظيم موسم الحج بحيث يتم الاعتماد على التقنية الحديثة بشكل أكبر في إدارة ذلك الحشد الذي يعتبر من أكبر الحشود عالمياً.
ويلاحظ أيضاً التدريب الجيد لمنسوبي جميع القطاعات والحرص على جوانب السلامة حتى وصل الأمر إلى فحص سائقي الحافلات واستبعاد من يثبت تعاطيه لأي مخدرات أو منشطات واستبدالهم بآخرين، مما حدّ من حوادث تلك الحافلات كما قال المشرفون على حركة السير في المشاعر المقدسة.. ولو قال أحدهم إن هذه جهود حكومية واضحة، ولكن ما هو دور المواطن في نجاح موسم الحج؟ لكانت الإجابة أن المواطن هو العمود الفقري لهذا النجاح فهو المسؤول والضابط والجندي والطبيب والممرض، وأهم من ذلك هو الحريص على أمن بلده وسمعته. ومن هذا المنطلق فإن واجب المواطن أن يرفع صوته ضد من يحاول تعكير موسم الحج بأي حجة وتحت أي عنوان، فالحج للعبادة فقط وليس مهرجاناً لرفع الشعارات أو ممارسة التجاوزات بأشكالها المتعددة.
ومن باب أولى ما دام هذا دور المواطن ألا يخالف هو نفسه التعليمات التي تصدرها الجهات المختصة بهدف تحقيق مزيد من الانسيابية والنظام أثناء موسم الحج، وأن يتيح الفرصة لأن يؤدي مسلماً في أقصى الدنيا حجة الفريضة التي انتظرها أكثر من 40 أو 50 سنة وجمع لها ما استطاع من المال، وسيؤجر إن شاء الله على إيثاره أخاه المسلم ما دام قد حج فريضته وربما حج أكثر من مرة.
وأخيراً: فخر لبلادنا أن تسخر إمكاناتها لخدمة المسلمين وعلينا كمواطنين أن نعتز بذلك وأن نتعاون جميعاً لإنجاح موسم الحج كل في مجاله. وأعترف بأننا معشر الكتاب لم نعط موسم الحج ما يستحقه من متابعة وتحليل وثناء على من يستحق الثناء لقيامه بجهد غير عادي .. مع عدم إغفال النقد البناء الذي يؤدي إلى مزيد من النجاح .. وهنا لا بد من الإشادة برجال من كل القطاعات يعملون في الميدان تحت قسوة الجو حرارة أو مطراً .. وشباب وشابات تطوعوا دون مقابل لخدمة ضيوف الرحمن ورغم الجهد والتعب نرى البسمة على محياهم، لأن الله قد منحهم الرضا عن النفس وهو أهم أسباب السعادة التي لا تجلبها الرواتب ولا الانتدابات مهما كانت عالية!

حوار مع مغرد
حاورت (مغرداً) عاد من الحج لتوه، فقلت له: لقد كانت معظم تغريداتك قبل الحج مثيرة للجدل ومساهمة إلى حد كبير في تصنيف المجتمع وإثارة الشقاق بين الفئات المختلفة، فهل ستكون هذه صفة تغريداتك بعد الحج؟
وظهر على وجهه التأثر، ثم قال: لقد جئت على الجرح فلقد استحضرت بعض التغريدات التي سبق أن أطلقتها وأنا في ذلك الموقف العظيم فبكيت كثيراً وندمت أشد الندم، وعدت وأنا أحمل ثقافة ''لا جدال'' ليس في الحج فقط وإنما في حياتي وحتى لو كنت على حق فأناقش ولا ''أجادل'' وأدعو جميع زملائي المغردين أن يراجعوا أنفسهم، فالموقف في عرفات رهيب جداً والناس فيه من كل الأجناس سواسية فكيف نثير الشقاق في مجتمعنا وبين أهلنا؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي