خدمة الحجاج .. شرف
الحمد لله الذي جعل هذا البيت مثابة للناس وأمنا وجعله مهوى أفئدتهم ومحط رحالهم وشغف قلوبهم، ونشكره سبحانه إذ أكرم أهل هذه البلاد وشرفهم بمهنة عظيمة ما زال الناس يتنافسون على شرفها منذ القدم، إلا وهي خدمة وفود بيته الحرام وزوار مسجد رسوله الكريم - عليه الصلاة والسلام - فيا لها من نعمة عظيمة وشرف فخيم يستوجب شكر الله المنعم العظيم جل جلاله. وصلى الله على عبده ورسوله سيدنا محمد أفضل من لبى وطاف وحج، وعلى آله وصحبه السادة الأشراف، وبعد: فالمملكة منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبد العزيز ــــ طيب الله ثراه ــــ إلى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين لم تألُ جهدا ولم تدخر وسعا من أجل تطوير كل بقعة في البلاد المباركة، خصوصا المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، فقد سخرت الدولة كل إمكاناتها من أجل تطوير المشاعر المقدسة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للحجاج، لينعم الحاج والزائر بالأمن والأمان والسكينة التامة والراحة، ويؤدي رحلته بكل يسر وسهولة وسلاسة ويرجع إلى بلاده مزودا بأعطر الذكريات في رحلته الإيمانية.
وإنه لمن توفيق الله لعاهل هذه البلاد أن يتخذ لقب خادم الحرمين الشريفين، معلنا بذلك للعالم أجمع أنه، ومن ورائه جميع أبناء وطنه، مسخرون لخدمة ضيوف الرحمن، عاملون في ذلك بكل سعادة وفخر، من أجل هؤلاء الضيوف الكرام، فمنذ انتهاء أعمال موسم حج عام 1433هـ صدرت توجيهات وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا بالاستعداد للموسم الحالي، مع بحث جميع الدروس المستفادة من الموسم الماضي لكل الجهات المشاركة في الحج، وذلك لتعزيز الإيجابيات وتفادي أي سلبية من أجل الارتقاء المستمر بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وأن ما تقوم به وزارة الحج برعاية وزير الحج من خطى ملموسة لتطوير أداء العاملين في الحج والعمرة، وترجمة خطتها التشغيلية إلى برامج عمل ملموسة تنقسم إلى أربعة برامج رئيسة: برنامج استقبال الحجاج، برنامج نقل وإسكان الحجاج، برنامج تصعيدهم للمشاعر المقدسة والنفرة منها، برنامج خاص بالمغادرة من مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى منافذ العودة.
وما كل تلك الجهود إلا تطبيق لتوجيهات الشرع الإسلامي العظيم فمرحبا بالقادمين إلى البلد الأمين مرحبا بالزائرين لسيد المرسلين ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ مرحبا بكم يا وفد الله الكريم، يا من إذا دعوتموه أجابكم، وإذا سألتموه أعطاكم وأخلف عليكم، مرحبا بكم يا من تعودون إلى بلادكم بحج مبرور وسعي مشكور مرحبا بكم يا من تعودون، وقد خرجتم من ذنوبكم وكأنما ولدتكم أمهاتكم تعودون، وقد بدأتم حياة جديدة وصحائفكم بيضاء نقية، فأهلا وسهلا بكم في بلد الحرمين الشريفين بلاد الأمن والأمان والسكينة والاطمئنان، حجاج بيت الله نزلتهم أهلا وحللتم سهلا، وصلى الله وسلم وبارك على حبيبه المصطفى وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين.
وكيل وزارة الحج