جولة وزير الداخلية استشراف للارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن
قال الشيخ يوسف بن عوض الأحمدي رئيس مجلس إدارة شركة الأفكار السعودية للتنمية إن جولة الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا -وفقه الله- على المشاعر المقدسة تعكس حرص ولاة أمر هذه البلاد -رعاهم الله- للوقوف شخصيا على مدى جاهزية القطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجيج إلى جانب التعريف بالإنجازات والمشاريع المتحققة على أرض الواقع، وبين الأحمدي أن ما تشهده العاصمة المقدسة من ملامح تطويرية ما هو إلا نتاج لتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تقتضي أن تكون هذه المدينة الإسلامية واجهة مشرقة وحضارية يشار إليها بالبنان وسط منظومة المدن السعودية، خصوصا أنها محط أنظار العالم، وتحظى بخصوصية فريدة كجزء مهم من خطة التنمية التي أعلنت أخيراً، هذا الاهتمام الذي توليه الدولة بالمشاعر لم يكن وليد اليوم بل كان أساسا من أساسات البناء التي وضعها القائد الباني الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -يرحمه الله- ومن ثم سار عليها أبناؤه البررة الكرام، وفي هذا العهد الزاهر فإن الاهتمام قد زاد، ولذلك فإن الهدف الثاني من الأهداف العامة لخطة التنمية التاسعة "التي أقرها مجلس الوزراء في إحدى جلساته كان الاستمرار في الدور الريادي والأهمية البالغة التي توليها القيادة للمشاعر المقدسة وقاصدي بيت الله الحرام، منذ أن وحدت المملكة على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل وهي تقدم جهودا كبيرة وخدمات وفرتها لحجاج بيت الله الحرام بشكل يفوق كل التوقعات، ومن يقف اليوم في المشاعر المقدسة والمسجد الحرام يلمس التطور الواضح والملحوظ في الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام".
#2#
#3#
#4#
#5#
ويضطلع ولاة الأمر في المملكة منذ تأسيس هذه الدولة الفتية بتنفيذ مشاريع عملاقة لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة لرفع الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين أضعافا عدة خدمة لضيوف الرحمن وخدمة للإسلام والمسلمين، مبتغين أولا وقبل كل شيء وجه الله ومرضاته.
ومن هذه المشاريع التطويرية مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به في مشعر منى، الذي يسهم في انسيابية حركة الحجاج في منطقة الجمرات لرمي جمرة العقبة الكبرى. ومن المشاريع التطويرية مشروع إدخال عمل القطارات لخدمة الحجيج للتنقل في المشاعر، وهذا المشروع العملاق أدى خدمة جليلة من خلال سهولة التنقل بين المشاعر المقدسة، وقريبا إطلاق مشروع قطار الحرمين الشريفين. ولا شك أن سجل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- في خدمة الإسلام والمسلمين من السجلات السعودية الحافلة بالعطاءات، المليئة بالمآثر، المترعة بالإنجازات .. سطّره -حفظه الله- بيدٍ سخيّة ندية لا تستكثر على عمل الخير شيئاً وإن كثر وخطط له برؤية شمولية واضحة، مُلمّة بحقائق الإسلام وأهدافه، محيطة بآمال المسلمين وآلامهم؛ ونفَّذه بإيمان صادق وحكمة بالغة وهمّة عالية وعزم لا يلين، منطلقاً من يقينه وقناعته بأن خدمة الإسلام والمسلمين هي مسؤولية بلاده الأساسية التي شرفت بها منذ تأسيسها، إلا أن أبرز إنجازاته -حفظه الله- في هذا المجال هو ما قام به من توسعة عملاقة للحرمين الشريفين، لم يسبق أن شهد تاريخ الحرمين مثيلاً لها، حيث سخرت الدول كل إمكاناتها كي تكون مساحة متصلة من النهضة التنموية الشاملة تجسد تكاتف الأدوار التكاملية في انسجام بديع وبرؤية متطورة صاغ ملامحها أميرها خالد الفيصل، عندما أفصح عن رغبته الكاملة في أن تكون مكة المكرمة مدينة حضارية تخطو خطوات حقيقية نحو العالم الأول. وبذلك حقق علاقة نوعية بينه وبين مكة أشبه بعلاقة تفاعل وتواصل في تعبير حضاري عن خصوصية الوعي والثقافة والتاريخ والهوية. ولتكون هذه بعض المعاني والإشارات التي حققت أهدافها على هيئة مشاريع ورؤى تنبثق من مشكاة هذه الخصوصية التي تنفرد بها مكة المكرمة والتي تشهد ملتقى كبيرا من أقطار العالم كافة، واليوم ها هي الأحلام قد أصبحت حقائق ويراها الحاج بعينه ويعيشها واقعا وهي بالفعل مشاريع القرن المتمثلة في منشأة الجمرات الجديدة التي أضحت تجسيدا عمليا لمكان يجمع الحجيج ويقلل من أزمات التدافع، كما أصبح مشروع القطار في مرحلته الأولية مشهدا حقيقيا على سلاسة الحركة في بضع دقائق ويؤكد مدى حرص القيادة على توفير أعلى معدلات الخدمة لحجاج بيت الله الحرام وزواره من مختلف أصقاع الأرض وعلى اختلاف لهجاتهم، ولفت إلى أن هذه الخدمات جعلت من ملامح مكة المكرمة عاصمة ثقافية إسلامية تشهد حراكا تنمويا يسابق الزمن شاركت فيه جميع الشركات الوطنية واضعة في صلب استراتيجيتها المختلفة التطوير المستمر كهدف رئيس من ضمن أهداف سياستها المختلفة، ومن الملاحظ أنها تسعى جميعها لتطوير أدائها الذي بات يتواكب حقيقة مع التقنيات الحديثة التي عززت فرص نجاحها.
وأضاف الأحمدي أن المملكة وشعبها يعتزان ويفخران بتنفيذ أدوارها الكاملة في تطوير كل ما من شأنه أن يرتقي بخدمات الحجاج وخدمة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما من المعتمرين والزوار، إضافة إلى عديد من المواقف الثابتة التي لا تقبل المزايدات وتصب في خدمة الإسلام والمسلمين في جميع بقاع المعمورة وهي تؤكد يوما بعد يوم حرص القيادة على التعريف بالمملكة كجزء مهم من منظومة التنمية التي تشهدها وتسهم صورتها ذات الإيقاع السريع أيضا في التعريف بها. ومنذ عهد الملك المؤسس المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وجهود المملكة تتشكل وتتضاعف عاماً بعد عام للعناية بالأماكن المقدسة وتوفير جميع سبل الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وليس أدل على ذلك من مشاريع التوسعة للحرمين الشريفين والأماكن المقدسة الأخرى وأحدثها توسعة الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- التي تعد أكبر توسعة للحرمين الشريفين في التاريخ.
وزاد أن مسيرة المملكة التنموية اتسمت بالتوازن والشمولية والاسترشاد بتعاليم الدين الحنيف وقيمه السامية، حيث تمكنت المملكة من تحقيق التوازن بين التطور الحضاري والعمراني والاقتصادي وبين المحافظة على المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية، وخلال مسيرة البناء نفذت المملكة خطط التنمية الخمسية بنجاح، حققت من خلالها قفزات سريعة ونهضة حضارية شاملة نقلتها إلى مرحلة الإنماء السريع.
وتابع الأحمدي تظل السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في سباق مع التحديات التي تعترض سبل التطوير في الأماكن المقدسة، وهي في هذا الصدد قد كسبت الرهان بعد أن طوعت المشاريع في خدمة حجاج بيت الله الحرام والتيسير عليهم ليؤدوا مناسكهم بكل راحة وطمأنينة. وهذا تحقق لها بفضل من الله ثم بفضل الجهود، وكذلك التوجيهات التي تتلقاها اللجان المعنية بأعمال الحج وللمتابعة الحثيثة من الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وللمتابعة الحثيثة من الأمير خالد الفيصل رئيس لجنة الحج المركزية، إضافة إلى الجهود التي يبذلها جميع الوزراء والمسؤولين التي أنتجت هذه المشاريع الجبارة والضخمة التي أغدقت عليها الدولة تقف اليوم شواهد ضخمة للعيان لتؤكد أن مواسم الحج المختلفة تشهد منجزا جديدا في كل عام وعملا خلاقا ينشد التيسير على ضيوف بيت الله الحرام ليؤدوا نسكهم على أحسن حال ولو أوردنا بعض هذه الشواهد فإن التوسعة التي شهدها المسجد الحرام والمسجد النبوي خير دليل والتي كان لها صداها في الإعلام العربي والإسلامي واحتلت أخبارها وصورها أماكن بارزة في صدر أغلب الصحف العربية والإسلامية.