تذبذب غير منطقي
واجه السوق السعودي هبوطا غير متوقع تمثل في تراجع السوق بأكثر من ١٤٠ نقطة وتم إعلان نتائج أربع شركات كلها كانت على المستوى الأرباع الثلاثة تعكس تحسنا ونموا في الربحية، ما عدا "أسمنت اليمامة"، التي كانت نتائجها الربعية أقل من الفترات السابقة.
واستعاد السوق توازنه وعاد فوق 8000 نقطة، وخسر السوق أمس ١٥ نقطة فقط عند إغلاقه بعد أن ارتد مرتفعا من المستويات المتدنية، التي لامسها. السيولة تحسنت في افتتاح يوم الأحد وارتفعت لتتعدى الخمسة مليارات، حيث بلغت ٥.٣٦١ مليار ريال، وهي أفضل من إغلاق الأسبوع الماضي. كما توجهت السيولة كالعادة لأربعة قطاعات أعلاها البتروكيماويات، التي تعدت المليار ريال فيها ثم التأمين، فالقطاع البنكي وأخيرا القطاع العقاري، حيث نلاحظ اختلاف الترتيب يوم الأحد عن السابق. وتجاوزت السيولة الموجهة لأكبر أربعة قطاعات 60 في المائة تقريبا من سيولة السوق الموجهة والملاحظ أن من بينها أكبر قطاعين في السوق وهما البنوك والبتروكيماويات من زاوية حجم الاستثمارات.
السؤال الذي يهمنا ما الذي حدث حتى يتفاعل السوق بهذه الطريقة هل هي على خلفية تصريحات محافظ مؤسسة النقد (وغير متوقع أن تؤثر بهذه الدرجة سلبا) أو محاولة استباق الحدث من طرف البعض للاستفادة من النتائج المنشورة وتحقيق فائدة من خلفها أو من خلال تأثر السوق بأزمة سقف الدين الأمريكي. ومهما كانت المسببات التي يمكن أن نتحدث عنها لم يكن لها التأثير الطويل الأجل، حيث ارتد السوق وعاد لمستوياته السابقة، ما يعني أن تأثيرا محدودا، ولا يعتبر طويل الأجل. فالسوق امتص الصدمة سريعا، وأخذ طريقا طويلا في الاتجاه نحو مستوى 8000 نقطة، وكان الهبوط سريعا، ولكن المهم الإغلاق كان فوق 8000 نقطة.
الأسواق العالمية أغلقت على الأخضر في أوروبا وأمريكا وعلى الأحمر في آسيا وأغلق النفط على اللون الأخضر وفوق 103 دولارات، ولكن الذهب تراجع. وعلى مستوى المنطقة تراجعت أسواق السعودية وقطر ودبي، ولكن ارتفعت خمسة أسواق الأحد في افتتاحيتها أعلاها كنسبة وقيمة مطلقة في السوق المصري. والملاحظ أن الاتجاهات العامة إيجابية أكثر منها سلبية وعلى خلفية سقف الدين، الذي يتوقع له أن يتم رفعه وإيجاد حل في ظل استعراض القوى بين الرئيس والكونجرس.