استمرار التعويض في «تداول»
عين على الداخل وعين على الخارج، اتجه السوق السعودي إلى الارتفاع، واستطاع أن يسترجع نقطة الأساس وهي 8000 نقطة، بعد أن تنازل عنها واستقر دونها لفترة قصيرة. والسؤال: هل سيواصل السوق السعودي صعوده استنادا إلى نتائج الربع الثالث ويتحسن ليصل لمستويات جديدة؟ لا شك أنه وضع ستجيب عنه الفترة المقبلة التي ستستمر لفترة طويلة، نظرا لوجود فترة إعلان النتائج مع فترة الإجازة السنوية للحج.
السيولة يوم الثلاثاء تحسنت قليلا عن البارحة حيث تجاوزت أربعة مليارات ولتقف عند 4.197 مليار ريال وهو مستوى دون المأمول. ويحاول البعض الربط بين إصدار السندات والتراجع في السيولة، وهو غير صحيح لاختلاف نوعية العملاء في السوقين، علاوة على أن السوق السعودي للسندات لا يزال صغيرا وغير نشط، وهناك حاجة لتعميقه وزيادة حجمه، ففي كل دول العالم يتجاوز حجم سوق السندات السهم بعدة مرات. ولا شك أن نشاط الرهن بمختلف أنواعه وظهور شركات الرهن سيدعم سوق السندات السعودية في الأيام المقبلة.
شهدت غالبية الأسواق المحيطة تراجعا ما عدا أسواق السعودية وقطر ومصر التي أغلقت أمس على اللون الأخضر، في حين تراجعت الباقية.
وعلى المستوى العالمي نجد أن أسواق آسيا اتجهت نحو التحسن ما عدا الصين، وأسواق أوروبا تحسنت ما عدا سوق لندن، وتحسنت الأسواق الأمريكية والذهب، في حين استمر النفط في التراجع، ولكن حافظ على مستواه فوق 102 دولار. وترقب الأسواق العالمية والمنطقة ما تنجلي عنه الأحداث في السوق الأمريكي ورفع سقف الدين فيها وما معه من تنازلات سياسية داخلية.
السوق السعودي استرد نقطة الأساس عدة مرات خلال الفترة الماضية وعلى خلفية أحداث مختلفة خارجية أكثر منها داخلية، تمهيدا لتحسن أدائه.
التقارير الشهرية الصادرة من "تداول" أوضحت لأول مرة تراجع الشراء مقابل البيع من المستثمر الأجنبي في حين استمرت الشركات السعودية في الشراء، ونستطيع أن نفهم أسباب تراجع الشراء من الأجانب خلال الشهر السابق (سبتمبر)، التي يمكن ربطها بالأحداث السياسية والأوضاع العالمية، خاصة أن النمط هنا مؤسسي أكثر من كونه فرديا. ولكن تبقي حقيقة مهمة وهي أن المشتري الأجنبي صرف أكثر من مليار شراء في السوق خلال الشهر الماضي لندرك مدى الرغبة في التداول في السوق المحلية، على الرغم من أن الموقف هو بيع لكن خلال الأشهر التسعة بلغت زيادة الشراء علي البيع 4.489 مليار ريال.
الترقب بعد بلوغ نقطة الأساس لن يطول حيث سيدعم اتجاهات السوق النتائج الصادرة للشركات في ظل التوقعات الإيجابية للأداء للربع الثالث من طرف الشركات المالية.