ركاء مفهوم جديد
يختلف مفهوم رعاية مسابقة وتطويرها والعمل على نجاحها عن رعاية هي في حقيقتها رعاية للأندية المشاركة في المسابقه, فالفكر الذي نراه من مسيري شركة ركاء صاحبة حق رعاية دوري المظاليم بأنها لم تجعل الجهد مركزاً تجاه الأندية، بل تعدته إلى المساهمة بنقل مباريات المسابقة بعد أن وفرت مداخيل جيدة لها خلال الموسم الرياضي فانتعشت خزائنها وتحركت إداراتها بجلب اللاعبين وتحسين البنية وخطط البناء، فارتفعت حدة المنافسة ووتيرة العطاء بينها فبات صوت دوري ركاء له حضوره وتميزه, فالتحفيز للمدرب الوطني كان أحد طرق تصحيح المسار الذي اتبعته ركاء من خلال إعلانها عن التكفل بمرتبات من تتعاقد معهم الأندية لتدريبه خلال المسابقة، فالهدف تعدى حدود الدعم المقدم لرئاسة النادي ليشمل الجوانب الأخرى المساندة, فالمنهجية المتبعة في تطوير المسابقة تضاعف وتزيد على المدى البعيد قوتها وتضيف لها بعداً تنظيميا يكفل السير المتوازن لتحفيز كل أطراف المسابقة, ولعل الخطوة القادمة من ركاء من خلال التكفل بمرتبات المدرب الوطني الحاصل على الشهادة التدريبية "A" التي سيعلن عنها خلال الفترة القادمة تشكل لبنة مهمة وركناً قوياً يشد من بناء المدرب الوطني وتحسين صورته وجعل الأبواب مشرعة أمامه في وقت نرى نجاحات المدرب الوطني تتشكل على الساحة من جديد من خلال نجاح الكابتن سامي الجابر داخلياً مع الهلال وإعادته تشكيل كتيبة الموج الأزرق وتميز المدرب الوطني خارج الحدود متمثلاً بالطموح الكابتن علي كميخ مع الفيصلي الأردني يجعلنا على عتبات عهد جديد من الفكر والتخطيط لبناء مختلف للوسط الرياضي.
ومن خلال حديث جمعني بالمدير التنفيذي للشركة الأستاذ سلمان المالك أبان عن خطط ومشاريع يرتب لها مرحلياً تسهم في التطوير والتحفيز بعيداً عن الصورة التقليدية التي تتمثل بالدفع المحدد سلفاً لإدارات الأندية لتشمل كل من يعمل ويتميز من أركان الوسط الرياضي, وهذه الأفكار متى بدأ بتطبيقها فعلياً سيظهر نتاجها سريعاً وستؤتي ثمارها جنيةً وفائدتها ستكون عائدة على الجميع, ولعل هذا هو الجواب عن تساؤل طرحته في مقال سابق في هذه المساحة عن جدوى الرعاية للأندية فقط, وترك بقية الأركان دون تطوير, فشكراً لركاء وشكراً لسلمان على هذا الحراك والتميز في طريقة الرعاية والعمل، فالذهاب لمنتج يظن الجميع أنه غير مثمر ومن ثم نفخ روح الجدية وعدالة المنافسة جعل شيئا من وهج الإعلام وحديث الشارع الرياضي يكون عن ركاء ودوريها بشكله الجديد, فالخطوة التي رسمتها الشركة الراعية بتدشين منتخب للمسابقة جعل الحافز كبيرا والهدف أسمى، والسؤال يبقى لماذا لا يكون هو المنتخب الرديف وبالتالي يخوض المسابقات الأولمبية كي يتم إعداد وتهيئة للمنتخب الأول حتى يكتمل الجهد وتصبح الصورة أجمل وداخل إطار العمل التكاملي بين الشركة الراعية وبين إدارة المنتخبات؟
مما لاشك فيه أن هناك خطوات أخرى سيضيفها الراعي لدوري ركاء سيكون لها أثر كبير في تحسين صورة المسابقة والوصول بها إلى مستوى كبير وعالٍ من الرضا لدى المهتمين بالتطوير والدعم, فلماذا لا يستفاد من تلك الرؤى والأفكار ونقلها لدوري جميل بعد أن بان ووضح أثرها الظاهر والجلي بعد تطبيقها في ركاء؟