رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الزواج بالمنشأة

من عيوب بعض بيئات العمل، حصول حالة امتزاج متطرف بين العمل وشخصية قائد المنشأة، بحيث يتحول العمل إلى كيان شخصي.
يمكن اعتبار هذا بمثابة زواج معنوي، يحيل المنشأة إلى (مكاني أنا ـ حلالي ـ جهدي ـ موظفي ـ إدارتي ـ موقفي ... إلخ).
ينتج عن هذا الزواج من المهنة والإدارة والمنشأة، سلسلة إشكالات تطول العمل. إذ تبدأ مواقف الشخص تتخذ ردود فعل نفسية لافتة بحيث: لا يرى ولا يسمع إلا ما يحب.
وعلى هذا الأساس تنبني علاقات الحب والكره لديه. وهذه أمور تأخذ شكلا عاطفيا وغير موضوعي. ومن هنا تبدأ الرؤية تأخذ ثنائية من (معي) ومن (ضدي).
وسط هذه الأجواء، تعلو قيمة الانتهازية، ويغدو الصوت المختلف نشازا، يتم إسباغ الصفات السيئة عليه. ويرافق هذا اللجوء إلى أسلحة التقارير الكيدية، التي تنتهي بشيطنة صاحب الكفاءة.
بعد مرور أعوام، يفيق الناس على كارثة المنشأة. إذ يذهب زبد الكلام الإعلامي المنمق، وتبقى الحقيقة ماثلة للعيان.
شهدنا هذا في عدد من المنشآت الحكومية والخاصة، التي قدمت لنا أرقاما ووعودا كبيرة، لكننا بعد أعوام، اكتشفنا أن هذه الأرقام والوعود غير موجودة على أرض الواقع. اللافت أن هناك منشآت جديدة ما زالت تعمد إلى تسويق نفسها من خلال تقارير ووعود خيالية. ومع ذلك يتم تصنيف أي نقد لمثل هذه التصرفات بشكل غير موضوعي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي