رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


هل نهتم بالفرد لينمو المجتمع ويقوى؟

هل صحيح أن قوة الفرد قوة للمجتمع وأن قوة المجتمع مستمدة من قوة أفراده؟ سؤال يتردد على خاطري كثيراً لأن التفاوت الذي نراه بين المجتمعات في قوتها السياسية والاقتصادية والمعرفية والإعلامية، والعسكرية لا بد له من أسباب أحدثته، ولم يحدث مصادفة، وإذا علمنا أن المجتمع عبارة عن أفراد يعيشون في مكان معين، وتوجد فيما بينهم روابط لغوية، وثقافية، وعرقية، ومصالح، لذا من الممكن أن يكون هذا المفهوم منطلقاً لتفسير التفاوت الذي يوجد بين المجتمعات، فالفرد نواة المجتمع.
الاهتمام بالفرد من الأساس قد يكون حجر الزاوية في عملية التنمية وفي قوة المجتمع أو ضعفه، ولو تأملنا التغيرات الهائلة التي حدثت في بعض المجتمعات وامتد أثرها إلى مجتمعات أخرى، بل شمل العالم في بعض الجوانب لأدركنا أن منجزاً لفرد سواء كان الإنجاز سياسياً، أو اقتصادياً، أو معرفياً، أو تقنياً أسهم في نمو مجتمعه وغيره من المجتمعات.
أفراد طوروا نظريات، وآخرون كان لهم مخترعات في المجال الاقتصادي، النظرية الرأسمالية ارتبطت بآدم سمث وأحدثت أثرها في العالم بغض النظر عن طبيعة الآثار المترتبة على هذه النظرية، ويقابل هذه النظرية الاشتراكية، التي كانت لها صولة وجولة في يوم من الأيام حتى تراجع تأثيرها إن لم يكن توقف التأثير بعدما اختبرت النظرية في أرض الواقع وأثبتت فشلها.
في المجال التقني اكتشاف الكهرباء أحدث تغيراً هائلاً في العالم، نظراً لما ترتب عليه من تسهيل في عمل المصانع، ووسائل المواصلات، وفي حياة الناس داخل بيوتهم، وفي أماكن عملهم حتى أنه أصبح من المتعذر تصور الحياة دون كهرباء، فالشلل التام سيصيب الحياة بكاملها لو توقفت الكهرباء.
اختراع القنبلة الذرية، وما تحدثه من تدمير شامل كان له تأثير واضح في العلاقات الدولية، وظهر مفهوم الردع في المجال السياسي، إذ إن التهديد باستخدام هذا السلاح المدمر، أو الخوف من استخدامه يحدد نوع المواقف السياسية للدول، والمجتمعات حتى إن بعض الدول ألزمت باتفاقيات أخرى أقرب ما تكون إلى الخضوع لهيمنة دولة أخرى تمتلك هذا السلاح وتهدد باستخدامه مع كل من يخرج عن جادة الطريق الذي تريده، وأقرب مثال على ذلك اليابان وألمانيا اللتان تخضعان للنفوذ الأمريكي. في العصر الراهن برز على الساحة في المجال التقني ستيف جوبز الذي أحدثت مخترعاته في مجال الاتصالات ثورة شملت أقاصي الأرض، وقربت بين أناس لا يعرفون بعضهم حتى سهل نقل المعلومات والأفكار، وسهل نقل البضائع من خلال التسوق الإلكتروني.
الفرد هو حجر الأساس متى ما تم الاهتمام به من خلال محاضن التربية بإكسابه المعارف والمهارات التي لا بد منها في الحياة ومتى ما تفتقت قدراته ونمت استعداداته، ومتى ما وثق به بدلاً من التشكيك في قدراته، ومتى ارتفعت معنوياته وتحركت دافعيته، وارتبط بمشروع وطني أو أممي يجد نفسه عضواً فاعلاً ومعتبراً بدلاً من التهميش الذي قد يشعر به، سيكون منتجاً، بل مبدعاً في المجال الذي يعمل فيه، أو هو متخصص فيه. الفرد المعطوب أو المسحوق نفسياً أداؤه يتأثر بوضعه النفسي، لذا لا بد من الاهتمام بالفرد إذا ما أراد المجتمع أن ينهض وينمو ويتطور.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي