رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


هوامش أرباح التكرير بعد انهيارها إلى أين؟

لقد انخفضت هوامش أرباح عمليات تكرير النفط بصورة كبيرة في تموز (يوليو) في جميع مراكز التكرير الرئيسة، وإن كانت لا تزال عند مستويات مقبولة، لكن منذ انخفاضها إلى مستويات متدنية، أسعار المنتجات النفطية لم تعد تواكب الارتفاع السريع في أسعار النفط الخام. إن ارتفاع معدلات تشغيل المصافي إلى مستويات عالية أدى في الأشهر الأخيرة إلى ارتفاع كبير في مخزونات المنتجات النفطية العالمية.
في تموز (يوليو) قفزت كميات النفط الخام المستهلك في المصافي العالمية (Crude Runs) إلى نحو 77.8 مليون برميل في اليوم، بزيادة قدرها 1.5 مليون برميل في اليوم مقارنة بمستوياتها قبل عام، نحو مليون برميل في اليوم فوق معدلات حزيران (يونيو). إن معدلات تشغيل المصافي العالمية ارتفع أيضاً في تموز (يوليو) إلى 82.3 في المائة، من 81.3 في المائة مقارنة بالشهر الذي سبقه. على الرغم من الزيادة الكبيرة في طاقات التكرير العالمية على مدى السنة الماضية ارتفعت معدلات تشغيل المصافي في تموز (يوليو) بنحو 1 في المائة على أساس سنوي. إن ارتفاع كميات النفط الخام المستهلك في المصافي العالمية أسهم أيضاً في ارتفاع المخزون العالمي من المنتجات النفطية بما فيها المخزون التجاري، المخزون البحري والاحتياطي الاستراتيجي، حيث ارتفع مخزون المنتجات العالمي بمعدل 1.9 مليون برميل في اليوم في تموز (يوليو) وبنحو 0.9 مليون برميل في اليوم في حزيران (يونيو). ووصل إجمالي مخزونات المنتجات العالمية إلى 3.42 مليار برميل في نهاية تموز (يوليو) بزيادة أكثر من 50 مليون برميل مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بعد أن كانت في عجز عن مستويات العام الماضي في شباط (فبراير).
لكن مع ذلك، من المتوقع أن تنتعش هوامش أرباح عمليات تكرير النفط بعض الشيء في الأشهر القليلة المقبلة، مع التحول إلى فصل الخريف بشكل جدي في أيلول (سبتمبر)، والزيادات الموسمية المتسارعة في استهلاك النفط في النصف الثاني من العام.
إن تأثير عمليات الصيانة العالمية الدورية للمصافي من المتوقع أن يكون على الأقل عند مستويات متوسطة في خريف هذا العام، وربما يكون أكثر شدة، في حين من المتوقع أن يرتفع استهلاك النفط العالمي في النصف الثاني فوق 92 مليون برميل في اليوم، أي نحو مليوني برميل في اليوم فوق مستويات النصف الأول من العام. هذه العوامل ستساعد على تقليل الفائض في مخزونات منتجات النفط العالمي وزيادة هوامش التكرير، لكن بما لا تزيد على مستويات معتدلة. الاستثناء المحتمل قد يكون في هوامش البنزين نتيجة ضعف الطلب الموسمي، في حين أن هوامش وقود الديزل ستبقى قوية نسبياً.
إن هوامش البنزين الضعيفة ستستمر في إلقاء ظلالها على مجمل هوامش المنتجات. في نهاية تموز (يوليو) الماضي، كانت مخزونات البنزين التجارية العالمية 29 مليون برميل أعلى من مستويات العام الماضي، في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادي وفي الدول غير الأعضاء على حد سواء. في المقابل انخفضت مخزونات الديزل التجارية العالمية بنحو ستة ملايين برميل في اليوم عن مستويات العام الماضي.
لقد تأثرت أخيراً هوامش أرباح المصافي في سنغافورة بصورة خاصة، ذلك أن كميات النفط الخام المستهلك في المصافي الآسيوية هي حالياً عند مستويات مرتفعة للغاية. بالفعل عادت كميات النفط الخام المستهلك في المصافي عبر آسيا إلى المستويات القياسية التي سجلت في وقت مبكر من عام 2013، حيث وصلت إلى 26 مليون برميل في اليوم في تموز (يوليو). قد تكون كميات النفط الخام المستهلك في المصافي الآسيوية في تموز (يوليو) فقط 100 ألف برميل في اليوم أعلى من مستويات الشهر الذي سبقه، لكنها أعلى بنحو 2.1 مليون برميل في اليوم من مستويات العام الماضي، الدول الآسيوية غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادي كان لها حصة الأسد في هذا التغيير. إن كميات النفط الخام المستهلك في المصافي الصينية تعززت من قبل كل من طاقات التكرير الجديدة وهوامش التكرير الأعلى نسبياً، على خلفية الزيادات التي أقرتها الحكومة في أسعار المنتجات في حزيران (يونيو). لقد انخفض هامش التكرير لخام عمان الذي يكرر بوحدات تحفيز بالتكسير الهيدروجيني catalytic hydrocracker في مصفاة افتراضية في سنغافورة إلى 1.17 دولار للبرميل في تموز (يوليو)، مقارنة بـ 2.4 دولار للبرميل في الشهر الذي سبقه.
على الرغم من الضعف النسبي لنشاط مصافي التكرير في منطقة اليورو تأثرت هوامش التكرير الأوروبية أيضاً، حيث إن المنافسة من قبل مصافي النفط الأجنبية تضع ضغوطاً تنازلية على أسعار البنزين والديزل. لقد بلغ متوسط هامش التكرير لخام برنت المعالج في وحدات التحفيز بالتكسير الهيدروجيني أو التحفيز المائع في شمال غرب أوروبا نحو 1.9 دولار للبرميل في تموز (يوليو)، مقارنة بـ 2.8 دولار للبرميل في الشهر الذي سبقه، في الفترة المنحصرة بين 5 و7 آب (أغسطس) وصلت إلى مستوى متدن جداً بلغ 45 سنتاً للبرميل فقط. وكانت هوامش أرباح البنزين الأكثر تضرراً من تكرير النفط الصخري في الولايات المتحدة.
كما يتنافس المصدرون الأمريكيون بشكل متزايد مع شركات التكرير الأوروبية في أسواق غرب إفريقيا. في الوقت نفسه، التراجع في هوامش أرباح وقود الديزل أدى إلى إفساح المجال للصادرات الروسية للاستمرار في التدفق إلى الأسواق الأوروبية. إجمالي النفط الخام المستهلك في مصافي أوروبا، في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادي وفي الدول غير الأعضاء على حد سواء، وصلت في تموز (يوليو) إلى نحو 13.2 مليون برميل في اليوم، أقل بنحو 700 ألف برميل في اليوم من مستويات العام الماضي.
استسلمت هوامش التكرير أيضاً إلى التداعيات في الأمريكيتين، مع انتعاش النفط الخام المستهلك في مصافي أمريكا اللاتينية بعد سلسلة من الحوادث المؤسفة، بما في ذلك الانفجار الذي حدث في شهر آب (أغسطس) من العام الماضي في مصفاة بطاقة 645 ألف برميل في اليوم في فنزويلا، ولتلبية ارتفاع إنتاج أمريكا الشمالية، حيث بلغ متوسط إجمالي النفط الخام المستهلك في مصافي الأمريكيتين في تموز (يوليو) 23.8 مليون برميل في اليوم، بزيادة 425 ألف برميل في اليوم عن الشهر الذي سبقه و320 ألف برميل في اليوم عن مستوياته قبل عام.
انخفض هامش ربح خام مارس (Mars) المعالج في وحدات التكسير بالتحفيز المائع على خليج الولايات المتحدة إلى 2.7 دولار للبرميل في تموز (يوليو)، مقارنة بـ 4.65 دولار للبرميل في الشهر الذي سبقه، وفي الفترة المنحصرة بين 5 و7 آب (أغسطس) وصل إلى مستوى متدن جداً بلغ 56 سنتاً للبرميل فقط. كما تأثرت هوامش التكرير في الولايات المتحدة سلباً على خلفية تقلص الفجوة بين أسعار خامات أمريكا الشمالية وأسعار الخامات العالمية مثل برنت.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي