صح النوم

هناك مسلسل سوري قديم من بطولة دريد لحام ونهاد قلعي أو حسني البورزان. كان حسني لديه لازمة يرددها كثيرا في مشروع مقالة يرغب في كتابتها، والعبارة تقول: إذا أردنا أن نعرف ماذا يحدث في إيطاليا، علينا أن نعرف ماذا يحدث في البرازيل. وانتهى المسلسل الكوميدي ولم نستطع معرفة ما بعد هذا السؤال، ولا الهدف من المقالة.
لكن اسم المسلسل وسؤال حسني حتى أغنية غوار الطوشة لأمه (يا موه) يبدو أنها تستدعي إرثا شاميا يحفز على السؤال عن ماذا يحدث في دمشق، وربطه بما يحدث في بيروت والقاهرة وبغداد تونس... إلخ.
جثث الضحايا وآلامهم، تستنطق كل الضمائر، وتلامس قلوب وآمال وآلام المتابع والضحية والجاني.
لا يمكن لأحد أن يعطي تفسيرا حقيقيا لماذا حدث ما حدث الآن، وليس أمس، أو غدا؟ ولماذا تعثرت ثورة سورية بينما استوت في تونس بشكل سريع ولحقتها مصر ثم ليبيا وقبلهما اليمن؟
لا يمكن لأحد أن يزعم أنه يقرأ الخريطة جيدا. حتى المواقف الدولية، بريطانيا وفرنسا وأمريكا كانت إلى ما قبل بضعة أيام محسومة، لكنها سرعان ما تراجعت بانسحاب بريطانيا بإرادة ممثلي الشعب، ولجوء أوباما للكونجرس أيضا في موقف كان صادما للبعض، لتبقى فرنسا وبعض الدول العربية وتركيا تطالب بالانتصار للثوار.
مَن يقرأ لم يعد يقرأ جيدا. حتى العراف تعزز كذبه، وتعثر في زعم تقديم صورة مقنعة. البعض أفاق متأخرا، وربما شاهد مسلسل صح النوم. لكن من دون الحاجة إلى إقحام إيطاليا والبرازيل، فنحن أولى بالسؤال - عربيا - عما نريده بالضبط.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي