رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


غلاء الطماطم .. الحق على الإسبان

تشهد بعض المنتجات الزراعية لدينا ارتفاعات في الأسعار غير مبررة، لذا درج البعض على القول من باب المزاح إن ارتفاع الطماطم أو البصل بسبب ارتفاع سعر الدولار! وفي الأيام الماضية ارتفع سعر الطماطم بشكل غير معقول حتى كاد أن يتساوى مع أسعار الدواء .. وذهبت أفتش عن الأسباب التي ربما يعود أحدها إلى أجواء الحرب المحيطة بنا إذا علمنا أن معظم الطماطم في أسواقنا تستورد من الخارج بعد أن حجمنا قطاع الزراعة بكل منتجاته ومحاصيله بحجة المحافظة على المياه، مع أننا نهدرها في زراعة الأعلاف للمواشي والحدائق العامة والخاصة.. وعودة إلى غلاء الطماطم الذي وجدت له سبباً خارجياً يبعدنا عن الحرج في الحديث عن الزراعة المحلية بكل شجونها وهمومها أقول (وهذا من باب المزاح أيضا) ''الحق على الإسبان'' لأنهم يحتفلون في الأربعاء الأخير من شهر آب (أغسطس) من كل عام بيوم الطماطم، حيث يرمي بعضهم بعضا في الشوارع بأطنان من الطماطم، في منظر علاوة على أنه كفر بالنعمة، فإنه مقزز ويدعو للغثيان حين يخوض الرجال والنساء في نهر من الطماطم حتى تقطر أجسامهم بعصير أحمر يتمنى ملايين الفقراء في العالم أن يغمسوا فيه فتات الخبز الناشف لإنقاذهم من الموت جوعاً في مخيمات اللاجئين المتزايدة في مختلف أنحاء العالم أو في بلاد المجاعة الدائمة في بعض الدول الإفريقية، لكنه عالم ظالم لا يشعر فيه الغني بالفقير ويمارس ضده مختلف أنواع القسوة وصنوف الظلم، لذا يلعب البعض بالنعمة للتسلية والضحك بينما يحرم منها من يموت جوعاً أمام أعين المنظمات العالمية التي تدعي أنها لمساعدة الإنسان وإغاثة المحتاجين، لكنها لا تتدخل إذا وقعت الكوارث والحروب كما الحال في سورية ومخيمات النازحين من هول الظلم والحرب في هذا البلد الشقيق!
وفي السياق عدم الإحساس بحاجة الآخرين يجدر بنا أن نذكر أن بعض الدول المنتجة للقمح ومنها الولايات المتحدة تلقي بكميات كبيرة من إنتاجها في البحر أحياناً حتى لا تنخفض أسعاره مع كثرة العرض، وكي تظل الدول التي أوقفت زراعة القمح تستورده بأسعار مرتفعة!
وأخيراً: سنظل نعاني أزمات زيادة أسعار المنتجات الزراعية التي تدهمنا فجأة ما دمنا قد فشلنا في توفير الدعم الكافي للمنتجات الزراعية الضرورية وفق روزنامة زراعية تطبق بحزم مع تأسيس شركة للتسويق الزراعي مدعومة من الدولة، بحيث تخزن المنتجات وقت مواسمها وحين تتدنى أسعارها إلى أقل من تكلفة قطافها وتعبئتها ونقلها للأسواق ثم تسويقها عند شح المحصول ونقص المستورد للمحافظة على السعر المتوسط والمناسب للمزارع والمستهلك في الوقت نفسه .. وعندها لن يهمنا الإسبان حينما يسبحون في بحر الطماطم إلا من ناحية أن ذلك إهانة للنعمة التي ربما يعانون فقدانها وفقدان غيرها من النعم في يوم من الأيام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي