عيدكم مبارك يا هؤلاء

بعد الجرعة الإيمانية التي تلقاها كل منا خلال شهر رمضان المبارك.. ''نسأل الله القبول''، أوجه رسائل تهنئة بعيد الفطر المبارك الذي ما زلنا نحاول أن نعيش فرحته رغم ما يحيط بنا من أخطار وكوارث نراها أنهاراً من الدم عبر شاشات الفضائيات .. وفي هذه الرسائل المختصرة ''إشارات'' لا تخفى على فطنة القارئ علها توقظ ضمائر من وجهت إليهم:
ــ عيدكم مبارك يا بعض خطباء المساجد الذين جعلتم خطبة يوم العيد مليئة بالصراخ والتشنج والخوض في موضوعات لا تناسب خطبة العيد، التي يجب أن تحث على إظهار الفرح والتمسك بتعاليم الإسلام وأخلاقه، ومنها صلة الرحم، ولهم في رسولنا الكريم والسلف الصالح وعلماء الأمة المعاصرين أسوة حسنة في ذلك.
ــ عيدك مبارك أيها المسؤول في دائرة حكومية أو في شركة.. يا من دعوت إلى تقديم عروض لمناقصة معينة ثم لويت عنق المناقصة كما يلوي الجمل عنقه عند مورد المياه لتعطيها إلى عزيز قريب منك.. ولم يحصل من بذل الجهد وقدم تقديماً ممتازاً لهذه المناقصة حتى على خطاب شكر أو اعتذار يشرح أسباب عدم فوزه بالمناقصة.. إنه الفساد بعينه الذي يتحدث عنه هذا المسؤول أو ذاك ثم يقع فيه!
ــ عيدك مبارك أيها المقاول الذي حفرت الشارع ثم أعدت رصفه بطريقة رديئة وتركته كالوجه الذي صوره الشاعر نزار قباني في إحدى قصائده ''حفرته الأيام والأنواء ..'' فهل ترضى هذا العمل لنفسك.. أي لو أن مقاولاً آخر نفذ هذا الطريق في مزرعتك الخاصة بهذا المستوى فهل ستقوم بتسلّمه؟! أم سترفع صوتك معترضاً.. وها نحن جميعاً نرفع أصواتنا معترضين كلما خبطت سياراتنا في مرتفع أو منخفض من مخلفات عملك الذي لا ندري كيف تُسلِّم منك وصرفت لك المستخلصات التي لا تستحقها فعل،اً لأن العمل رديء بشهادة كل من مر في هذا الشارع، وما أكثرهم.
ــ عيدك مبارك يا صاحب المساهمة العقارية الذي كان لسانك يقطر عسلاً ووعوداً وأنت تقنع من تطلب مساهمته معك.. ولذا فقد أجل زواج ابنه ووضع المبلغ المخصص لذلك على أمل أن يتضاعف بعد عام أو عامين.. لكن الطريق طال ومرت السنوات.. ولم تعد تجيب عن اتصالاته، ولذا اتجه إلى الشكوى لوزارة التجارة والصناعة التي أخذت الموضوع بجدية تامة وبإشراف الوزير نفسه.. وسيتم بيع المساهمة ضماناً لحقوق المساهمين الصابرين!
ــ عيدك مبارك يا من تقوم بالتستر على أجنبي يعطيك مبلغاً زهيداً من المال شهرياً ويجني الملايين.. فلماذا لا تشاركه رسمياً وتقف معه في المحل أو المصنع ويقف أبناؤك معك ليتعلموا المهنة بدل أن تتركه يتصرف وربما يغش بلدك أو أبناء بلدك باسمك وأنت نائم في بيتك تنتظر المبلغ الزهيد أن يوضع في يدك وكأنك متسول لا يعلم حتى أهله من أين يأتيه هذا المال المشكوك في أمره.
وأخيراً: هذه نماذج من تجاوزات ومخالفات موجودة في مجتمعنا وقد صورتها بهذه الطريقة لكن الشيء المؤكد أنها أصبحت معروفة ومطروحة للمناقشة، وهذه أولى خطوات التخلص منها.. وكل عام والجميع بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي