التغلغل الصيني في إفريقيا

نشرت ''الاقتصادية'' تقريراً بعنوان ''الصين توفر السلع والطرق لإفريقيا .. ومطالب بتوفير وظائف''، الذي أظهر ارتفاع معدلات التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا على نحو كبير. اتجاه الصين نحو القارة السوداء بهذه الصورة يشكل خطوة استراتيجية في سعي الصين لبسط نفوذها عبر أنحاء العالم من خلال استخدام قوتها الناعمة، عن طريق التجارة واستثمار فوائضها التجارية الضخمة، بعد أن أهمل العالم قارة إفريقيا لقرون، الذي ينظر دائما إلى القارة على أنها خلقت لكي تظل في حالة من البؤس والتخلف للأبد.
التغلغل الصيني في إفريقيا يحمل الكثير من الأمل والمنافع في الوقت ذاته لكل من الصين وإفريقيا، فمن ناحية يؤمّن التبادل التجاري بينهما تدبير احتياجات الصين من المواد الخام التي تنتجها القارة، وفي الوقت ذاته تؤمّن إفريقيا سوقاً واسعة لتصريف السلع الصينية المصنّعة، بصفة خاصّة السلع رخيصة الثمن التي تتلاءم مع مستويات الدخول في إفريقيا، فضلاً عن زيادة النفوذ الذي تتمتع به الصين على مستوى العالم.
على الجانب الآخر يسهم التغلغل الصيني في إفريقيا في تأمين الاستثمارات الأجنبية المباشرة اللازمة لتوسيع نطاق عمليات الإنتاج وتوفير المزيد من الوظائف ورفع مستويات الدخول، وكذلك رفع مستويات الرفاهية لأبناء القارة الإفريقية بشكل عام. مثل هذا الاعتماد المتبادل، حيث يحقق جميع الأطراف فوائد من التعاون، هو النموذج الذي أهمله الغرب الذي نظر إلى التعاون مع إفريقيا على أنه نشاط يحقق فوائد في اتجاه واحد، وهو اتجاه الغرب بالطبع.