زوار السفارات الجدد
عندما تقول رأيك في هذا الموضوع أو ذاك، ليس مهما أن تقنع به الآخر، المهم أن تكون أنت مقتنعا به.
لكننا ابتلينا بأناس يريدون أن يقنعونا بأفكار هم أنفسهم غير مقتنعين بها.
هو يرغب في أن يقنعك ـــ مثلا ــــ بفكرة الخروج للجهاد، بينما يتمتع هو مع أسرته وأبنائه ويكتفي فقط بالتجييش والعيش الرغيد.
وهو يرغب في أن يزرع في عقلك، أن الابتعاث شر مستطير، بينما أبناؤه وبناته يذهبون على حساب الحكومة التي ينتقدها للدراسة في الخارج.
هو يتهم كل من عداه، بأنه عميل وخائن ومن زوار السفارات.. إلى آخر تلك الاتهامات المجانية، بينما لا يجد ضيرا من تلبية الدعوات من هؤلاء وأولئك، ولا يتوانى عن ممارسة التبرير لكل تصرفاته، باعتباره محقا ومن ينتقده موتور.
هو يهاجم شريكه في الوطن، فقط لأنه من طائفة أخرى، بينما يبرر للآخر تحالفه مع القريب والبعيد مستجيبا لإيقاع الأيديولوجيا ووحي المرشد.
هذه نماذج موجودة من حولنا. ومثل هذا التفكير، سائد في عالمنا العربي بشكل طاغ. الكل يعتقد أنه يملك الحقيقة. والبعض لا يتردد في منح أنصاره صكوكا للجنة ومخالفيه صكوكا للنار. الناس يخافون من الله ويعبدونه، وتنطلي عليهم هذه الخطابات السياسية التي يغلفها التدين المزعوم.
لا تتردد في استخدام عقلك. تأمل ما يقوله هذا وذاك، فبعض هؤلاء لا يريدون خير الدين، بل يخدمون مصالح خارجية. يعني لا فرق بينهم وبين من يتهمونهم بأنهم زوار للسفارات.