ماذا يعني أن السعودية بين أعلى الأسواق تفاؤلاً؟
نشرت ''الاقتصادية'' تقريراً عن أن نتائج مسح حول ثقة المستهلكين في العالم قامت به شركة ''نيلسن للمعلومات العالمية'' أظهرت أن السعودية أتت ضمن قائمة الدول صاحبة أكثر الأسواق الاستهلاكية تفاؤلاً في العالم.
مسوحات ثقة المستهلكين من المسوحات المهمة التي تجرى من وقت إلى آخر في الاقتصادات المتقدمة، ويعتمد عليها صانع السياسة ومؤسسات الأعمال الضخمة، بما فيها المؤسسات المالية، في رسم التوقعات حول اتجاهات النشاط الاقتصادي في المستقبل، حيث يُفترض من الناحية النظرية أن ارتفاع ثقة المستهلكين تعكس اطمئنانهم بشكل أكبر لاستقرارهم في وظائفهم الحالية وتوقعاتهم بالحصول على المزيد من الدخول في المستقبل، وثقتهم بنمو الاقتصاد بشكل عام في المستقبل. من الناحية الاقتصادية يُفترض أن يترتب على هذه الثقة إقبال المزيد من المستهلكين على اتخاذ قرارات استهلاكية مهمة، خصوصاً فيما يتعلق بالطلب على السلع المعمرة مرتفعة الثمن كالسيارات والمساكن وغير ذلك، ومن ثم يُفترض أن تزداد عمليات الاقتراض طويل المدى استناداً إلى ارتفاع قدرة المستهلكين على خدمة هذه الديون الاستهلاكية، معنى ذلك أنه مع ارتفاع درجات ثقة المستهلكين يُفترض أن ينتعش الطلب الاستهلاكي في المستقبل وترتفع بالتالي معدلات النمو، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل تتحقق هذه الآثار في المملكة حيث يلعب القطاع الحكومي الدور الأكبر في الاقتصاد؟ أعتقد أن الإجابة هي بــ ''نعم''، لكن الأثر النهائي سيعتمد على قرارات الحكومة فيما يتعلق بخطط الإنفاق وتخصيص الموارد.